تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠))
(وَلَيَعْلَمَنَ) يرى ويميز (اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) فى السر والعلانية (وَلَيَعْلَمَنَ) يرى ويميز (الْمُنْفِقِينَ (١١)) يوم بدر (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة أبو جهل وأصحابه (لِلَّذِينَ آمَنُوا) على وسلمان وأصحابهما (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) ديننا فى عبادة الأوثان (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) ذنوبكم عنكم يوم القيامة (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ) ذنوبهم (مِنْ شَيْءٍ) يوم القيامة (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢)) فى مقالتهم (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) أوزارهم يوم القيامة (وَأَثْقالاً) مثل أوزار الذين يضلونهم (مَعَ أَثْقالِهِمْ) مع أوزارهم (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)) يكذبون على الله (١) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ) فمكث فيهم (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) يدعوهم إلى التوحيد فلم يجيبوه (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ) فأهلكهم الله بالطوفان (وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤)) كافرون (فَأَنْجَيْناهُ) نوحا (وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) ومن آمن فى السفينة (وَجَعَلْناها) سفينة نوح (آيَةً) عبرة (لِلْعالَمِينَ (١٥)) بعدهم (وَإِبْراهِيمَ) وأرسلنا إبراهيم إلى قومه (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ) وحدوا الله (وَاتَّقُوهُ) اخشوه وأطيعوه بالتوبة من الكفر والشرك وعبادة الأوثان (ذلِكُمْ) التوبة والتوحيد (خَيْرٌ لَكُمْ) مما أنتم عليه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦)) ذلك وتصدقون ولكن لا تعلمون ولا تصدقون.
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) أحجارا (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً) تقولون كذبا وتنحتون بأيديكم ما تعبدون من دون الله (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأوثان (لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً) لا يقدرون أن يرزقوكم (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ) فاطلبوا من الله الرزق (وَاعْبُدُوهُ) وحدوه (وَاشْكُرُوا لَهُ) بالتوحيد
__________________
(١) انظر : معانى الفراء (٢ / ٣٢٤) ، وتفسير ابن الجوزى (٦ / ٢٦٠) ، والقرطبى (١٣ / ٣٣٠) ، والبحر المحيط (٧ / ١٤٤).