فقراء المسلمين (١)(وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) بالتكبر والخيلاء (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ) فى مشيته (فَخُورٍ (١٨)) بنعم الله (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) تواضع فيها (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) واخفض صوتك ولا تكن سليطا (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) يقول : أقبح وأشر الأصوات (لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩) أَلَمْ تَرَوْا) ألم تخبروا فى القرآن (أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ) ذلل لكم (ما فِي السَّماواتِ) من الشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر (وَما فِي الْأَرْضِ) من الشجر والدواب (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ) وأتم عليكم (نِعَمَهُ ظاهِرَةً) بالتوحيد (وَباطِنَةً) بالمعرفة ، ويقال : (ظاهِرَةً) ما يعلم الناس من حسناتك (وَباطِنَةً) ما لا يعلم الناس من سيئاتك ، ويقال : (ظاهِرَةً) من الطعام والشراب والدراهم والدنانير وغير ذلك (وَباطِنَةً) من النبات والثمار والأمطار والمياه وغير ذلك ، ويقال : (ظاهِرَةً) ما أكرمك بها (وَباطِنَةً) ما حفظك عنها (وَمِنَ النَّاسِ) وهو النضر بن الحارث (مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ) يخاصم فى دين الله (بِغَيْرِ عِلْمٍ) بلا علم (وَلا هُدىً) ولا حجة (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٢٠)) مبين بما يقول.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٥) لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٦) وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧) ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٢٩) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٣٠))
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) لكفار مكة (اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) على نبيه من القرآن اقرأوه
__________________
(١) انظر : السبعة (٥١٣) ، ومعانى الفراء (٢ / ٣٢٨) ، والبحر المحيط (٧ / ١٨٨).