الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (٢٠))
(هُنالِكَ) عند ذلك الخوف (ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) اختبر المؤمنون بالبلاء (وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً (١١)) أجهدوا جهدا شديدا وحركوا تحريكا شديدا (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) عبد الله بن أبى وأصحابه (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك ونفاق معتب ابن قشير وأصحابه (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ) من فتح المدائن ومجئ الكفار (إِلَّا غُرُوراً (١٢)) باطلا (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ) من بنى حارثة بن الحارث لأصحابهم فى الخندق (يا أَهْلَ يَثْرِبَ) يعنون يا أهل المدينة (لا مُقامَ لَكُمْ) لا مكان لكم فى الخندق عند القتال (فَارْجِعُوا) إلى المدينة (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ) من المنافقين بنى حارثة (النَّبِيَ) صلىاللهعليهوسلم بالرجوع إلى المدينة (يَقُولُونَ) ائذن لنا يا نبى الله بالرجوع إلى المدينة (إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) خالية من الرجال نخاف عليها سرق السراق (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ) بخالية (إِنْ يُرِيدُونَ) ما يريدون بذلك (إِلَّا فِراراً (١٣)) من القتل.
(وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ) على المنافقين بالمدينة (مِنْ أَقْطارِها) من نواحيها (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) دعوا إلى الشرك (لَآتَوْها) لأجابوها سريعا (وَما تَلَبَّثُوا بِها) وما مكثوا بإجابتها ، ويقال : بالمدينة بعد إجابتهم (إِلَّا يَسِيراً (١٤)) قليلا (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) من قبل الخندق يوم الأحزاب (لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) منهزمين من المشركين (وَكانَ عَهْدُ اللهِ) ناقض عهد الله (مَسْؤُلاً (١٥)) يوم القيامة عن نقضه (قُلْ) لهم يا محمد لبنى حارثة (لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ) لا تعيشون فى الدنيا (إِلَّا قَلِيلاً (١٦)) إلا يسيرا (قُلْ) يا محمد لبنى حارثة (مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ) يمنعكم (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) عذابا بالقتل (أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً) عافية من القتل (وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ) لبنى حارثة (مِنْ دُونِ اللهِ) من عذاب الله (وَلِيًّا) حافظا يحفظهم من عذاب الله (وَلا نَصِيراً (١٧)) مانعا يمنعهم من عذاب الله (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ) المانعين من الرجوع إلى الخندق (مِنْكُمْ) يعنى المنافقين (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ) لأصحابهم المنافقين (هَلُمَّ إِلَيْنا) بالمدينة وكان هؤلاء : عبد الله بن أبى ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ) القتال عبد الله بن أبى وأصحابه (إِلَّا قَلِيلاً (١٨)) رياء وسمعة.