عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٩) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (٦٠))
(تُرْجِي) تترك (مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) من بنات عمك ، وبنات خالك ، فلا تتزوج بها (١)(وَتُؤْوِي إِلَيْكَ) تضم إليك (مَنْ تَشاءُ) فتتزوج بها (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ) اخترت بالتزويج (مِمَّنْ عَزَلْتَ) تركت (فَلا جُناحَ عَلَيْكَ) فلا حرج عليك ، ويقال فيها وجه آخر : (تُرْجِي) توقف من تشاء منهن من نسائك ولا تأتيها (وَتُؤْوِي إِلَيْكَ) تضم إليك (مَنْ تَشاءُ) وتأتيها (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ) اخترت بالإتيان إليها (مِمَّنْ عَزَلْتَ) عن الإتيان إليها (فَلا جُناحَ) فلا حرج (عَلَيْكَ) ولا مأثم عليك (ذلِكَ) التوسع والرخصة (أَدْنى) أى أحرى (أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) تطيب أنفسهن إن علمن أن ذلك التوسع من الله (وَلا يَحْزَنَ) بمخافة الطلاق (وَيَرْضَيْنَ كُلُّهُنَ) مقدم ومؤخر (بِما آتَيْتَهُنَ) أعطيتهن من قسمة الولد (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) من الرضا والسخط (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بصلاحكم وصلاحهن (حَلِيماً (٥١)) فيما بين لكم وتجاوز عنكم (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ) تزويج النساء (مِنْ بَعْدُ) هذه الصفة ، ويقال : من بعد نسائك التسع وكانت عنده تسع نسوة : عائشة ، وحفصة ، وزينب ، وأم سلمة ، وأم حبيبة ، وصفية ، وميمونة ، وسودة ، وجويرية (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) مما بينت لك من بنات عمك وخالك ، ويقال : (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَ) من (أَزْواجٍ) بما عندك من النساء ، يقول : لا يحل لك أن تطلق واحدة منهن وتتزوج بأخرى (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَ) حسن المرأة فليس لك أن تتزوج بها (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ) مارية القبطية (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من أعمالكم (رَقِيباً (٥٢)) حفيظا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) نزلت هذه الآية فى قوم كانوا يدخلون على النبى صلىاللهعليهوسلم غدوة وعشية ، واستحيا أن يأمرهم بالخروج وينهاهم عن الدخول فنهاهم الله عن ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) بغير إذن النبى إلى طعام غير ناظرين إناة نضجه وحينه (إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) بالدخول (إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) نضجه وحينه (وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ) أكلتم
__________________
(١) انظر : السبعة (٥٢٣) ، وزاد المسير (٦ / ٤٠٧). وتفسير القرطبى (١٤ / ٢١٤).