(وَهُوَ الرَّحِيمُ) بالمؤمنين (الْغَفُورُ (٢)) لمن تاب (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة أبو جهل وأصحابه (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) قيام الساعة (قُلْ) لهم يا محمد (بَلى وَرَبِّي) أقسم بنفسه (لَتَأْتِيَنَّكُمْ) الساعة وقيام الساعة (عالِمِ الْغَيْبِ) ما غاب عن العباد ، يعلم ذلك (لا يَعْزُبُ عَنْهُ) لا يغيب عن الله (مِثْقالُ ذَرَّةٍ) وزن نملة وهى النملة الحمراء الصغيرة (فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) من أعمال العباد (وَلا أَصْغَرُ) أخف (مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ) أثقل من ذلك (إِلَّا) مكتوب (فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٣)) فى اللوح المحفوظ محصى عليهم.
(لِيَجْزِيَ) لكى يجزى (الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فيما بينهم وبين ربهم (أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم فى الدنيا (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤)) ثواب حسن فى الجنة (وَالَّذِينَ سَعَوْا) كذبوا (فِي آياتِنا) بآياتنا ، بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (مُعاجِزِينَ) ليسوا بفائتين من عذابنا (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (٥)) عذاب وجيع (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أعطوا العلم بالتوراة عبد الله بن سلام وأصحابه (الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَ) يعنى القرآن (وَيَهْدِي إِلى صِراطِ) يدل إلى دين (الْعَزِيزِ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْحَمِيدِ (٦)) لمن وحده.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة أبو سفيان وأصحابه للسفلة (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ) يخبركم (إِذا مُزِّقْتُمْ) فرقتم فى الأرض (كُلَّ مُمَزَّقٍ) الجلد والعظام ، هذا محمد يزعم (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧)) يجدد فينا الروح بعد الموت (أَفْتَرى) اختلق محمد (عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) جنون ، قال الله : (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) بالبعث بعد الموت (فِي الْعَذابِ) فى الآخرة (وَالضَّلالِ) الخطأ (الْبَعِيدِ (٨)) عن الحق والهدى فى الدنيا (١) (أَفَلَمْ يَرَوْا) كفار مكة (إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) فوقهم وتحتهم من السماء والأرض (وَما خَلْفَهُمْ) وفوقهم وتحتهم (مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ) نغر (بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً) قطعا (مِنَ السَّماءِ) فنسقط عليهم من أعلى (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما ذكرت لهم من السماء والأرض (لَآيَةً) لعبرة (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩)) أى مقبل إلى الله بطاعته (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) ملكا ونبوة
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٤٤) ، وزاد المسير (٦ / ٤٣٤) ، وتفسير القرطبى (١٤ / ٢٦٣).