(يا جِبالُ أَوِّبِي) سبحى (مَعَهُ) مع داود (وَالطَّيْرَ) وسخرنا له الطير (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠)) يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين.
(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (١٢) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ (١٣) فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ (١٤) لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦) ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ (١٧) وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ (١٨) فَقالُوا رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (١٩) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠))
(أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) الدروع الواسعات (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) قدر المسمار فى الحلق ، لا تدقق المسمار فيمور فيه ، ويخرج منه ، ولا تغلظه فتخرقه (١)(وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ) من الخير والشر (بَصِيرٌ (١١)) عالم به (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) وسخرنا لسليمان الريح (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) غدوة من بيت المقدس إلى إصطخر مسيرة شهر ، ورواحها شهر ، ويسير عليها راجعا من إصطخر إلى بيت المقدس مسيرة شهر (وَأَسَلْنا لَهُ) أجرينا له (عَيْنَ الْقِطْرِ) الصفر يعمل به ما يشاء كما يعمل بالطين (وَمِنَ الْجِنِ) وسخرنا له من الجن (مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ) بالسحرة من البنيان وغير ذلك (بِإِذْنِ رَبِّهِ) بأمر ربه ، (وَمَنْ يَزِغْ) من يمل ويعص (مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا) الذى أمرنا ، ويقال : عن أمر سليمان (نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ (١٢))
__________________
(١) انظر : المشكل لابن قتيبة (٢ / ٢٠٣) ، وزاد المسير (٦ / ٤٣٦) ، والبحر المحيط (٧ / ٢٦٢) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٣٥٥).