السَّماواتِ) مما فى السموات (وَلا فِي الْأَرْضِ) ولا مما فى الأرض (وَما لَهُمْ) للملائكة (فِيهِما) فى خلق السموات والأرض (مِنْ شِرْكٍ) من شركة مع الله (وَما لَهُ مِنْهُمْ) من الملائكة (مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢)) من عون فى خلق السموات والأرض.
(وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ) ولا يشفع الملائكة (عِنْدَهُ) يوم القيامة (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) بالشفاعة ، ثم ذكر ضعف الملائكة حيث كلم الله تعالى جبريل ، عليهالسلام ، بالوحى إلى محمد ، فسمعت الملائكة كلام الرب ، عزوجل ، فخروا مغشيّا عليهم من هيبة كلام الله فكانوا كذلك (حَتَّى إِذا فُزِّعَ) كشط وجلى (١)(عَنْ قُلُوبِهِمْ) الخوف حين انحدر عليهم جبريل (قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ) جبريل ومن معه (قالُوا الْحَقَ) القرآن (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣)) أعلى كل شىء ، وأكبر كل شىء (قُلْ) يا محمد لكفار مكة (مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ) بالمطر (وَالْأَرْضِ) بالنبات ، فإن أجابوك فقالوا الله وإلا (قُلِ اللهُ) يرزقكم (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ) يا أهل مكة (لَعَلى هُدىً) لو كنا على هدى (أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤)) فى رزق الله سواء ، ويقال : وإنا معشر المؤمنين لعلى هدى وإياكم يا أهل مكة فى ضلال مبين كفر بين وخطأ ، مقدم ومؤخر فى الكلام (قُلْ) لهم يا محمد (لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا) أذنبنا (وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥)) به فى كفركم ثم نسخ بعد ذلك بآية السيف.
(قُلْ) يا محمد (يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا) يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِ) بالعدل (وَهُوَ الْفَتَّاحُ) القاضى بلغة نعمان (الْعَلِيمُ (٢٦)) بالحكم (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ) أشركتم (بِهِ شُرَكاءَ) آلهة ماذا خلقوا ، ثم قال الله : (كَلَّا) حقا أى لم يخلقوا شيئا (بَلْ هُوَ اللهُ) خلق ذلك (الْعَزِيزُ) بالنقمة لمن لا يؤمن (الْحَكِيمُ (٢٧)) فى أمره وقضائه ، أمر أن لا يعبد غيره (وَما أَرْسَلْناكَ) يا محمد (إِلَّا كَافَّةً) جماعة (لِلنَّاسِ) للجن والإنس جميعا (بَشِيراً) بالجنة لمن آمن بالله ، (وَنَذِيراً) من النار (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (٢٨)) ذلك ولا يصدقون
__________________
(١) انظر : معانى القراءات للأزهرى (٣٩٤) ، واتحاف الفضلاء (٢ / ٢٨٨) ، والنشر (٢ / ٣٥١) ، وتفسير الطبرى (٢٢ / ٥٨) ، والسبعة (٥٢٩) ، والكشف لمكى (٠٢ / ٢٠٧).