والعطش واللصوص ، فقال لهم الأنبياء بعد ذلك : اشكروا نعمة ربكم لئلا يأخذها منكم كما أخذ نعمة الأولى (فَقالُوا رَبَّنا) يا ربنا (باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) مسيرنا (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بالكفر والشرك ، وتركوا شكر ذلك (فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) لمن بعدهم (وَمَزَّقْناهُمْ) فرقناهم فى البلدان (كُلَّ مُمَزَّقٍ) مفرق وأهلكناهم بكل مهلك (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما فعلنا بهم (لَآياتٍ) لعلامات وعبرات (لِكُلِّ صَبَّارٍ) على الطاعة (شَكُورٍ (١٩)) بنعم الله (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) قوله (فَاتَّبَعُوهُ) فى الكفر (إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٠)) جملة من المؤمنين ، وهم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.
(وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٢١) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٢٣) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٢٥) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠))
(وَما كانَ لَهُ) لإبليس (عَلَيْهِمْ) على بنى آدم (مِنْ سُلْطانٍ) من مقدرة ونفاذ لهم (إِلَّا لِنَعْلَمَ) إلا بقدر ما نرى ونميز (مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ) من علمت فى القدم أن يؤمن بالبعث (مِمَّنْ هُوَ مِنْها) من قيام الساعة (فِي شَكٍ) فى ريب (وَرَبُّكَ) يا محمد (عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من أعمالهم (حَفِيظٌ (٢١)) عالم (قُلِ) يا محمد لكفار مكة بنى مليح (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) عبدتم (مِنْ دُونِ اللهِ) حى يجيبوكم ، وكانوا يعبدون الجن ويظنون أنهم الملائكة ، قال الله لهم : (لا يَمْلِكُونَ) لا يقدرون أن ينفعوكم (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) وزن ذرة (فِي