أُمَّةٍ إِلَّا خَلا) مضى (فِيها نَذِيرٌ (٢٤)) رسول مخوف (١) (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) قريش يا محمد (فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك رسلهم (جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالأمر والنهى والعلامات (وَبِالزُّبُرِ) كتب الأولين (وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (٢٥)) المبين بالحلال والحرام (ثُمَّ أَخَذْتُ) عاقبت (الَّذِينَ كَفَرُوا) بالكتب والرسل (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٢٦)) انظر يا محمد كيف كان تغييرى عليهم حين لم يؤمنوا.
(أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم (أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (فَأَخْرَجْنا بِهِ) بالمطر (ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها) أجناسها الحلو والحامض وغير ذلك (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ) طرق (بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها) كألوان الثمرات (وَغَرابِيبُ سُودٌ (٢٧)) جبال سود شديدة السواد (وَمِنَ النَّاسِ) كذلك مختلف ألوانه (وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ) أجناسه مقدم ومؤخر (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) إنما العلماء يخشون الله من عباده (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) فى ملكه وسلطانه (غَفُورٌ (٢٨)) لمن آمن به (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ) يقرأون (كِتابَ اللهِ) القرآن أبو بكر وأصحابه (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) أتموا الصلوات الخمس (وَأَنْفَقُوا) تصدقوا (مِمَّا رَزَقْناهُمْ) أعطيناهم من الأموال (سِرًّا) بينهم وبين الله (وَعَلانِيَةً) فيما بينهم وبين الناس (يَرْجُونَ تِجارَةً) يعنى جنة (لَنْ تَبُورَ (٢٩)) لن تهلك ولن تفسد.
(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ) ثوابهم فى الجنة (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) بفضله من واحد إلى عشرة (إِنَّهُ غَفُورٌ) لذنوبهم (شَكُورٌ (٣٠)) لأعمالهم اليسير للشكر اليسير ويجزى الخير الجزيل (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) أنزلنا عليك جبريل به (مِنَ الْكِتابِ) يعنى القرآن (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) الصدق موافقا بالتوحيد وتبليغ الشرائع (لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتاب (إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ) بمن يؤمن به وبمن لا يؤمن (بَصِيرٌ (٣١)) بأعمالهم ، ثم بما أنزلنا به جبريل على محمد صلىاللهعليهوسلم (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) أكرمنا بحفظ القرآن وكتابته وقراءته (الَّذِينَ اصْطَفَيْنا) اخترنا (مِنْ عِبادِنا) من بين عبادنا بالإيمان وهم أمة سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ)
__________________
(١) نسخ معناها بآية السيف كما فى : بصائر ذوى التمييز للفيروز آبادى (١ / ٣٨٧) ، وناسخ القرآن لابن البارزى (٣٠٣) ، وزاد المسير (٦ / ٤٨٤).