(وَقالُوا) أهل الجنة فى الجنة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) الشكر والمنة لله (الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ) للذنوب العظام (شَكُورٌ (٣٤)) للأعمال اليسيرة (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ) يعنى الجنة (مِنْ فَضْلِهِ) بفضله لا ظعن فيها (لا يَمَسُّنا فِيها) لا يصيبنا فى الجنة (نَصَبٌ) تعب وعناء (وَلا يَمَسُّنا) لا يصيبنا (فِيها) فى الجنة (لُغُوبٌ (٣٥)) إعياء (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، أبو جهل وأصحابه (لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) فى الآخرة (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ) لا يكون عليهم قضاء الموت (فَيَمُوتُوا) فيستريحوا (وَلا يُخَفَّفُ) يهون ولا يرفه ولا يرفع (عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) طرفة عين (كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي) فى الآخرة (كُلَّ كَفُورٍ (٣٦)) كافر بالله وبنعمته (وَهُمْ) يعنى الكفار (يَصْطَرِخُونَ) يستغيثون (فِيها) فى النار ، ويدعون ويتضرعون قالوا : لو أن (رَبَّنا) يا ربنا (أَخْرِجْنا) من النار ، وردنا إلى الدنيا نؤمن بك و (نَعْمَلْ صالِحاً) خالصا فى الإيمان (غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) من السوء ، فيقول الله لهم (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ) نمهلكم يا معشر الكفار فى الدنيا (ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ) بقدر ما يتعظ فيه (مَنْ تَذَكَّرَ) من أراد أن يتعظ ويؤمن ، (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) محمد والقرآن وخوفكم من هذا اليوم فلم تؤمنوا (فَذُوقُوا) عذاب النار (فَما لِلظَّالِمِينَ) الكافرين (مِنْ نَصِيرٍ (٣٧)) من مانع من عذاب الله.
(إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ) أى غيب ما يكون فى (السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) علم الله لو ردوا إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨)) ما فى القلوب من الخير والشر (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ) يا أمة محمد (خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) سكان الأرض بعد هلاك الأمم الخالية (فَمَنْ كَفَرَ) بالله (فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) عقوبة كفره (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ) بمحمد والقرآن (عِنْدَ رَبِّهِمْ) يوم القيامة (إِلَّا مَقْتاً) أى بغضا (وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ) فى الدنيا (إِلَّا خَساراً (٣٩)) غبنا فى الآخرة (قُلْ) يا محمد لأهل مكة (أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ) آلهتكم (الَّذِينَ تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) مما فى الأرض (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ) مع الله (فِي السَّماواتِ) فى خلق السموات (أَمْ آتَيْناهُمْ) أعطيناهم ، يعنى كفار مكة (كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ) على بيان من الكتاب أن لا يعذبوا (بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ) ما يقول المشركون فى الدنيا (بَعْضُهُمْ بَعْضاً) يعنى القادة والسفلة (إِلَّا غُرُوراً (٤٠)) فى الآخرة.