(إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ) يمنع (السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) كيلا تزولا عن مكانهما لمقالة اليهود والنصارى حيث قالوا : عزير ابن الله ، والمسيح ابن الله (وَلَئِنْ زالَتا) عن أمكنتهما (إِنْ أَمْسَكَهُما) ما أمسكهما (مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) غيره (إِنَّهُ كانَ حَلِيماً) عن مقالة اليهود والنصارى (غَفُوراً (٤١)) لمن تاب منهم (١). (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ) يعنى كفار مكة قبل مجئ محمد صلىاللهعليهوسلم (جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) بالله (لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ) رسول (لَيَكُونُنَّ أَهْدى) أسرع إجابة وأصوب دينا (مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) من اليهود والنصارى (فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ) محمد صلىاللهعليهوسلم بالقرآن (ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً (٤٢)) تباعدا منه (اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ) الإعراض عن الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَمَكْرَ السَّيِّئِ) قول القبيح وعمل القبيح (وَلا يَحِيقُ) لا يجب ولا يحيط (الْمَكْرُ السَّيِّئُ) القول القبيح والعمل القبيح (إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ) قوم مكة إذ كذبوك (إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) عذاب الأولين قبلهم عند تكذبيهم الرسل (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ) لعذاب الله (تَبْدِيلاً) تغييرا (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً (٤٣)) أن ما سنة الله لا تبديل له ، ولا تحويل عن مستحقه.
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أو لم يمشوا ويمروا فى الأرض (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) فيعتبروا بهلاك المكذبين قبلهم (وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) بالبدن والمال (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ) ليفوته (مِنْ شَيْءٍ) من أحد (فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) من الخلق (إِنَّهُ كانَ عَلِيماً) بخلقه (قَدِيرٌ أَ(٤٤)) عليهم (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ) الجن والإنس (بِما كَسَبُوا) بجملة ذنوبهم (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها) على وجوه الأرض (مِنْ دَابَّةٍ) من الجن والإنس خاصة أحدا (وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ) يؤجلهم (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت معلوم (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) وقت هلاكهم (فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥)) بمن يهلك وينجو.
__________________
(١) انظر : التفسير الكبير للزمخشرى (١٣ / ٦٤ ، ٦٦).