بضوءه (وَكُلٌ) الشمس والقمر (فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)) فى دوران يدورون ، وفى مجرة يجرون.
(وَآيَةٌ لَهُمْ) علامة لهم (أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) فى أصلاب آبائهم حين حمل الآباء والذرية (فِي الْفُلْكِ) فى سفينة نوح (الْمَشْحُونِ (٤١)) الموقرة المجهزة المملوءة التى لم يبق لها إلا رفعها (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ) من مثل سفينة نوح (ما يَرْكَبُونَ (٤٢)) من الزواريق والإبل (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) فلا مغيث لهم من الغرق (وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣)) يجارون من الغرق (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) نعمة منا تنجيهم من الغرق (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤)) أجلا كما وقت موتهم وهلاكهم (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ) لأهل مكة ، قال لهم النبى صلىاللهعليهوسلم : (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) من أمر الآخرة ، فآمنوا بها واعملوا لها (وَما خَلْفَكُمْ) من أمر الدنيا فلا تغتروا بها وبزهرتها ، (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥)) لكى ترحموا فى الآخرة ولا تعذبوا (وَما تَأْتِيهِمْ) كفار مكة (مِنْ آيَةٍ) علامة (مِنْ آياتِ) علامات (رَبِّهِمْ) مثل انشقاق القمر وكسوف الشمس ، ومحمد والقرآن (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦)) مكذبين.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) لأهل مكة ، قال لهم فقراء المسلمين : (أَنْفِقُوا) تصدقوا على الفقراء (مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) أعطاكم الله (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ) أنتصدق (مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ) على من لو يشاء الله (أَطْعَمَهُ) رزقه (إِنْ أَنْتُمْ) يا معشر المؤمنين ، ويقال : قال لهم المؤمنون : إن أنتم ما أنتم (إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧)) فى خطأ بين ، ويقال : نزلت هذه الآية فى زنادقة قريش (١) (وَيَقُولُونَ) كفار مكة (مَتى هذَا الْوَعْدُ) الذى تعدنا يا محمد (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨)) إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت (ما يَنْظُرُونَ) ما ينتظر قومك الذين كذبوك (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) وهى النفخة الأولى (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)) يتبايعون فى السوق (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) وصية ، ويقال : كلاما (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠)) من السوق ، ويقال : ولا إلى أهلهم يرجعون ، يخبرون من الهول.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كانَتْ إِلاَّ
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٧ / ٢٣) ، وتفسير الطبرى (٢٣ / ٩).