صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤) إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨))
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) وهى نفخة البعث (فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) من القبور (إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١)) يخرجون (قالُوا) بعدما خرجوا من القبور ، يعنى الكفار (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا) من أنبهنا (مِنْ مَرْقَدِنا) من منامنا ، فيقول بعضهم لبعض : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) فى الدنيا ، ويقال : يقول لهم الملائكة ، يعنى الحفظة (هذا ما وَعَدَ) لكم (الرَّحْمنُ) فى الدنيا (وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢)) بالبعث بعد الموت (إِنْ كانَتْ) ما كانت (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) نفخة واحدة ، وهى نفخة البعث (فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣)) للحساب (فَالْيَوْمَ) وهو يوم القيامة (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد (وَلا تُجْزَوْنَ) فى الآخرة (إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)) وتقولون فى الدنيا.
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ) أهل الجنة (الْيَوْمَ) وهو يوم القيامة (فِي شُغُلٍ) عما أهل النار فيه (فاكِهُونَ (٥٥)) معجبون بافتضاضهم الأبكار ، ويقال : ناعمون ، إن قرئت بالألف (١).
(هُمْ وَأَزْواجُهُمْ) حلائلهم (فِي ظُلَلٍ) فى ظلل الشجر (عَلَى الْأَرائِكِ) على السرر فى الحجال (مُتَّكِؤُنَ (٥٦)) جالسون (لَهُمْ فِيها) فى الجنة (فاكِهَةٌ) ألوان الفاكهة (وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧)) ما يشتهون وما يسألون
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٣ / ١٣) ، والنشر فى القراءات العشر (٢ / ٣٥٤) ، وزاد المسير (٧ / ٢٧).