(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩)) يقول الله لهم : تفرقوا اليوم أيها المشركون فيميزهم من المؤمنين ، ويقول لهم : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ) ألم أتقدم إليكم فى الكتاب مع الرسول (يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ) لا تطيعوا الشيطان (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠)) ظاهر العداوة (وَأَنِ اعْبُدُونِي) وحدونى (هذا) التوحيد الذى آمرتكم (صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)) دين مستقيم حق.
(وَلَقَدْ أَضَلَ) الشيطان (مِنْكُمْ) يا بنى آدم (جِبِلًّا) خلقا (كَثِيراً) من قبلكم (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢)) تعلمون بما صنع بهم ، فلا تقتدون بهم ، (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)) فى الدنيا (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤)) تجحدون فيها بالكتاب والرسول (الْيَوْمَ) وهو يوم القيامة (نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) نمنع ألسنتهم عن الكلام بعدما أنكروا (وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ) بما كسبوا بها (وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ) بما مشوا بها ، وتشهد جوارحهم (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥)) يعملون من الشر (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) لفقأنا أعين ضلالتهم (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) فأبصروا الصراط ، يعنى الطريق (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦)) من أين ينصرون ، ولم تفقأ أعين ضلالتهم (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ) قردة وخنازير (عَلى مَكانَتِهِمْ) فى منازلهم فى ديارهم (فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا) ذهابا ولا إيابا (وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧)) إلى الحال الأولى (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) نمهله فى العمر (نُنَكِّسْهُ) نحططه (فِي الْخَلْقِ) فى الخلق الأول (أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨)) أفلا يصدقون.
(وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي