جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣))
(وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (وَما يَنْبَغِي لَهُ) ما يصلح له الشعر (إِنْ هُوَ) ما هو ، يعنى القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ) عظة (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)) بالحلال والحرام والأمر والنهى (لِيُنْذِرَ) به محمد بالقرآن (مَنْ كانَ حَيًّا) من كان له عقل (وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) يجب القول بالسخطة والعذاب (عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠)) كفار مكة ، أفلا يؤمنون بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (أَوَلَمْ يَرَوْا) أو لم يخبروا (أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ) لأهل مكة (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) مما خلقنا لهم بقدرتنا بكن فكان (أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ (٧١)) ضابطون مالكون عليها (وَذَلَّلْناها) سخرناها (لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) ما يركبون (وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢)) من لحومها يأكلون (وَلَهُمْ فِيها) فى الأنعام (مَنافِعُ) فى حملها وكسبها (وَمَشارِبُ) من ألبانها (أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣)) من فعل بهم ذلك فيؤمنوا به.
(وَاتَّخَذُوا) عبدوا كفار مكة (مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) أصناما (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤)) يمنعون من عذاب الله ، (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) لا تستطيع الآلهة منع عذاب الله عنهم (وَهُمْ) يعنى كفار مكة (لَهُمْ) الأصنام (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)) كالعبيد قيام بين أيديهم (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) تكذيبهم يا محمد (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) من المكر والخيانة (وَما يُعْلِنُونَ (٧٦)) من العداوة (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ) أو لم يعلم ، أبى بن خلف (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) منتنة ضعيفة (فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ) رجل جادل بالباطل (مُبِينٌ (٧٧)) ظاهر الجدال (١).
(وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً) وصف لنا مثلا بالعظام (وَنَسِيَ خَلْقَهُ) ترك ذكر خلقه الأول (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)) عظام بالية (قُلْ) يا محمد
__________________
(١) انظر : التفسير الكبير للرازى (١٣ / ١٧٨ ، ١٨٠) ، والطبرى (٢٣ / ٢٠) ، والنكت والعيون (٣ / ٤٠١) ، وتفسير القرطبى (١٥ / ٥٧) ، وابن كثير (٣ / ٥٨١) ، ولباب النقول (١٨٢) ، والدر المنثور (٥ / ٢٧).