(وَشِقاقٍ (٢)) خلاف وعداوة ، ولهذا كان القسم (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) من قبل قريش من قرن من الأمم الخالية (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (٣)) أى حين حملة مناص قفوا ، فوقفوا حتى أهلكهم الله ، وقد كانوا قبل ذلك إذا قاتلوا عدوا نادى بعضهم بعضا مناص مناص يعنون حملة واحدة ، فنجا من نجا ، وهلك من هلك ، وإذا غلب العدو عليهم كانوا ينادون بعضهم بعضا «مناص» أى فرادا فرادا ، فيفرون من القتال ، وهذه علامة كانت بينهم فى القتال إذا أرادوا أن يحملوا على العدو أو يفروا من العدو ، فلما أراد الله هلاكهم نادتهم الملائكة «ولات حين مناص» أى ليس حين حملة ولا فرار.
(وَعَجِبُوا) قريش (أَنْ جاءَهُمْ) بأن جاءهم (مُنْذِرٌ) رسول (مِنْهُمْ) من نسبهم (وَقالَ الْكافِرُونَ) كفار مكة (هذا) يعنون محمدا صلىاللهعليهوسلم (ساحِرٌ) يفرق بين الاثنين (كَذَّابٌ (٤)) يكذب على الله (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) أيسعنا ويكفينا إلة واحد فى حوائجنا كما يقول محمد صلىاللهعليهوسلم (إِنَّ هذا) الذى يقول محمد (لَشَيْءٌ عُجابٌ (٥)) عجيب (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ) الرؤساء (مِنْهُمْ) من قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبى بن خلف ، وأبو جهل ، قال لهم أبو جهل : (أَنِ امْشُوا) أن امضوا (وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ) يعنون محمد صلىاللهعليهوسلم (يُرادُ (٦)) أن يهلك ، ويقال : إن هذا الذى يقول محمد يراد أن يكون بأهل الأرض (ما سَمِعْنا بِهذا) الذى يقول (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) فى الملة اليهودية والنصرانية يعنون لم يسمع من اليهود والنصارى أن الإله واحد (إِنْ هذا) أما هذا الذى يقول محمد (إِلَّا اخْتِلاقٌ (٧)) اختلق من تلقاء نفسه (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا) أخص بالنبوة والكتاب لمحمد صلىاللهعليهوسلم من بيننا (بَلْ هُمْ) كفار مكة (فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي) من كتابى ونبوة نبى (بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨)) فمن ذلك يكذبون.
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) يقول : أبايديهم النبوة والكتاب فيعطوا لمن يشاءوا (الْعَزِيزِ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْوَهَّابِ (٩)) وهب النبوة والكتاب لمحمد صلىاللهعليهوسلم (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مقدرة على السموات والأرض (وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (فَلْيَرْتَقُوا) فليصعدوا (فِي الْأَسْبابِ (١٠)) فى أبواب السموات إن كان لهم مقدرة فى ذلك فينظروا ما أأنزل عليه النبوة والكتاب أم لا (جُنْدٌ) لأن جندهم من الأحزاب من الكفار كفار مكة مقدم ومؤخر (ما هُنالِكَ) عندما أرادوا قتل النبى صلىاللهعليهوسلم يوم بدر (مَهْزُومٌ) مقتول مغلوب فقتلوا يوم بدر (مِنَ