الْأَحْزابِ (١١)) من الكفار (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل قومك يا محمد (قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ) هودا (وَفِرْعَوْنُ) موسى (ذُو الْأَوْتادِ (١٢)) صاحب الملك الثابت ، ويقال : صاحب العذاب بالأوتاد (وَثَمُودُ) قوم صالح صالحا (وَقَوْمُ لُوطٍ) لوطا (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الغيضة ، وهم قوم شعيب (أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣)) الكفار (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) يقول : كل هؤلاء كذبوا الرسل كما كذبك قريش ، (فَحَقَّ عِقابِ (١٤)) فوجب عليهم عقوبتى.
(وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ) قومك إن كذبوك (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) لا تثنى وهى نفخة البعث (ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥)) من نظرة ولا رجعة (١) (وَقالُوا) يعنى كفار مكة حين ذكر الله فى كتابه (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ* وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ رَبَّنا) يا ربنا (عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) يعنون كتابنا أى صحيفة أعمالنا (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦)) حتى نعلم ما فيها ، (اصْبِرْ) يا محمد (عَلى ما يَقُولُونَ) من التكذيب ، (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ) يقول : ذكرهم خبر عبدنا داود (ذَا الْأَيْدِ) والقوة بالعتاد (إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧)) مطيع لله مقبل عليه (إِنَّا سَخَّرْنَا) ذللنا (الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) يذكرن معه (بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨)) غدوة وعشية (وَالطَّيْرَ) سخر له الطير (مَحْشُورَةً) مجموعة عنده غدوة وعشية (كُلٌ) الطيور والجبال (لَهُ أَوَّابٌ (١٩)) لله مطيع (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) بالحرس وكان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألف رجل ، (وَآتَيْناهُ) أعطيناه (الْحِكْمَةَ) والنبوة (وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠)) القضاء كان لا يتعتع فى الكلام عند القضاء يقضى بالبينة واليمين ، البينة على الطالب ، واليمين على المطلوب.
(وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (٢٢) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (٢٣) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (٢٤) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ
__________________
(١) انظر : معانى القراءات (ص ٤١٤).