(بِرِجْلِكَ) على الأرض فضرب ، فخرج منها عين ، فقال له جبريل : (هذا مُغْتَسَلٌ) اغتسل منه فاغتسل منه فالتأم ما به ، ثم قال له : اضرب ضربة أخرى ، فضرب فخرج منها عين أخرى ، فقال جبريل : (بارِدٌ وَشَرابٌ (٤٢)) أى وهذا شراب بارد وعذب ، اشرب منه فشرب فالتأم ما فى جوفه (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ) الذين أهلكناهم (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) فى الآخرة ، ويقال : فى الدنيا (رَحْمَةً مِنَّا) نعمة منا عليه (وَذِكْرى) عظة (لِأُولِي الْأَلْبابِ (٤٣)) لذوى العقول من الناس (وَخُذْ بِيَدِكَ) يا أيوب (ضِغْثاً) قبضة من سنبل فيها مائة سنبلة (فَاضْرِبْ بِهِ) امرأتك ، رحمة بنت يوسف الصديق (وَلا تَحْنَثْ) لا تأثم فى يمينك ، وكان قبل ذلك حلف بالله ، لئن شفاه الله ليجلدنها مائة جلدة فى سبب كلام تكلمت به لم يرض الله به (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً) على البلاء (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٤٤)) مطيع لله ، مقبل إلى طاعة الله (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ) خليل الرحمن (وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي) القوة فى العبادة لله (وَالْأَبْصارِ (٤٥)) فى الدين (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ) اختصصناهم (بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦)) يقول : بخالصة ذكر الله ، وذكر الآخرة (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧)) المختارين فى الدنيا بالنبوة والإسلام ، الأخيار عند الله يوم القيامة (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ) ابن عم إلياس (وَذَا الْكِفْلِ) الذى كفل وضمن أشياء لقوم فوفاها ، ويقال : تكفل لله بشىء فوفاه ، ويقال : كفل مائة نبى ، فكان يطعمهم حتى نجاهم الله من القتل ، وكان رجلا صالحا ، ولم يكن نبيا (وَكُلٌ) كل هؤلاء (مِنَ الْأَخْيارِ (٤٨)) عند الله (هذا ذِكْرٌ) ذكر الصالحين ، ويقال : فى هذا القرآن خبر الأولين والآخرين (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش (لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)) مرجع فى الآخرة.
ثم بين مستقرهم فى الآخرة : (جَنَّاتِ عَدْنٍ) معدن الأنبياء والصالحين (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠)) يوم القيامة (مُتَّكِئِينَ فِيها) جالسين على السرر فى الحجال ناعمين فى الجنة (يَدْعُونَ فِيها) يسألون فى الجنة (بِفاكِهَةٍ) بألوان الفاكهة (كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١)) وألوان الشراب (عِنْدَهُمْ) فى الجنة جوار (قاصِراتُ الطَّرْفِ) غاضات العين ، قانعات بأزواجهن (أَتْرابٌ (٥٢)) مستويات فى السن والميلاد ، يقول لهم الله (١) : (هذا ما تُوعَدُونَ) إذ أنتم فى الدنيا (لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣)) يوم القيامة
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٣ / ١١٦) ، وزاد المسير (٧ / ١٥٢) ، وتفسير ابن كثير (٤ / ٤٢) ، والدر المنثور (٥ / ٣١٩) ، والتفسير الكبير (٢٦ / ٣٤١).