(إِنَّ هذا لَرِزْقُنا) طعامنا ونعيمنا لهم (ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤)) من فناء ولا انقطاع (هذا) للمؤمنين (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ) للكافرين أبى جهل وأصحابه (لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥)) مرجع فى الآخرة (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) يدخلونها يوم القيامة (فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦)) الفراش والقرار لهم النار (هذا) للكافرين (فَلْيَذُوقُوهُ) عذاب جهنم (حَمِيمٌ) ماء حر قد انتهى حره (وَغَسَّاقٌ (٥٧)) زمهرير يحرقهم كما تحرقهم النار (١) (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ) من نحو الحميم والغساق (أَزْواجٌ (٥٨)) ألوان العذاب فيدخلهم الله النار الأول فالأول ، فكلما دخلت أمة النار ، أمنت أختها التى دخلت قبلها ، فيقول الله لأول أمة دخلت النار (هذا فَوْجٌ) جماعة (مُقْتَحِمٌ) داخل (مَعَكُمْ) النار فيقول أول الأمة لآخر الأمة (لا مَرْحَباً بِهِمْ) لا وسّع الله عليهم (إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩)) داخلوا النار (قالُوا) آخر الأمة (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ) لا وسع الله عليكم (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ) شرعتموه (لَنا) هذا الدين فاقتدينا بكم (فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠)) المنزل لنا ولكم (قالُوا) الأول والآخر (رَبَّنا) يا ربنا (مَنْ قَدَّمَ لَنا) من شرع لنا (هذا) الدين ، يعنون إبليس وسائر الرؤساء (فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١)) مما علينا (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى) فى النار (رِجالاً) يعنون فقراء المؤمنين (كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢)) من السفلة والفقراء (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) سخرناهم فى الدنيا (أَمْ زاغَتْ) مالت (عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (٦٣)) أبصارنا فلا نراهم (إِنَّ ذلِكَ) الذى ذكرت من خبر أهل النار (لَحَقٌ) صدق (تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٦٤)) كلام أهل النار بالخصومة بعضهم مع بعض.
(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠) إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥) قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ٢١٠) ، وغريب ابن قتيبة (٣٨١) ، والطبرى (٢٣ / ١١٣) ، وزاد المسير (٧ / ١٠٥).