تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥) بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦))
(قُلِ اللهُمَ) قل : يا الله أم بنا ، أى اقصد بنا إلى الخير (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يا خالق السموات والأرض (عالِمَ الْغَيْبِ) يا عالم الغيب ، ما غاب عن العباد (وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد (أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ) تقضى بين عبادك يوم القيامة (فِي ما كانُوا فِيهِ) فى الدين (يَخْتَلِفُونَ (٤٦)) يخالفون (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) أشركوا (ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ) ضعفه معه (لَافْتَدَوْا بِهِ) لفادوا به أنفسهم (مِنْ سُوءِ الْعَذابِ) من شدة العذاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ وَبَدا لَهُمْ) ظهر لهم (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (٤٧)) يظنون (وَبَدا لَهُمْ) ظهر لهم (سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) أقبح أعمالهم (وَحاقَ بِهِمْ) نزل بهم عذاب (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٤٨)) يهزئون بالأنبياء والكتب ، ويقال : عذاب ما كانوا يستهزئون به (فَإِذا مَسَ) أصاب (الْإِنْسانَ) الكافر (ضُرٌّ) شدة (دَعانا) لكشف الشدة (ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ) بدلناه (نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ) أعطيت هذا المال الذى أعطيت (عَلى عِلْمٍ) صلاح وخير علمه الله منى (بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ) بلية ومكر منا لهم (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) كلهم (لا يَعْلَمُونَ (٤٩)) ذلك.
(قَدْ قالَهَا) يعنى هذه المقالة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك يا محمد ، مثل قارون وغيره (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) ما نفع لهم من عذاب الله (ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٥٠)) يقولون ويعملون ويعبدون من دون الله ، ولا ما كانوا يجمعون من المال (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) عذاب ما قالوا وعملوا وجمعوا فى الدنيا من المال (وَالَّذِينَ ظَلَمُوا) أشركوا (مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا) أى عقوبات ما عملوا مثلما أصاب الذين من قبلهم (وَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥١)) بفائتين من عذاب الله (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا) كفار مكة (أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يوسع المال على من يشاء وهو مكر منه (وَيَقْدِرُ) يقتر على من يشاء وهو نظر منه (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى البسط والتقتير (لَآياتٍ) لعلامات وعبرا (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن.
(قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) بالكفر والشرك والزنا والقتل (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) لا تيأسوا من مغفرة الله (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ