الْغَفُورُ) لمن تاب من الكفر وآمن بالله (الرَّحِيمُ (٥٣)) لمن مات على التوبة (١) (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ) أقبلوا إلى ربكم بالتوبة من الكفر (وَأَسْلِمُوا لَهُ) آمنوا بالله وأطيعوا الله (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (٥٤)) لا تمنعون من عذاب الله ، نزلت هذه الآية فى وحشى بن حرب ، وأصحابه ، ثم قال : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى القرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، وأوامره ونواهيه ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً) فجأة (وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٥٥)) لا تعلمون نزوله (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ) لكى لا تقول نفس (يا حَسْرَتى) يا ندامتا (عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) تركت من طاعة الله (وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)) وقد كنت من المستهزئين بالكتاب والرسول (أَوْ تَقُولَ) لكى لا تقول (لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي) بين لى الإيمان (لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٥٧)) من الموحدين (أَوْ تَقُولَ) ولكى لا تقول (حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً) رجعة إلى دار الدنيا (فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٨)) من الموحدين ، فيقول الله لهم : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي) كتابى ورسولى (فَكَذَّبْتَ بِها) بالكتاب والرسول (وَاسْتَكْبَرْتَ) عن الإيمان (وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩)) مع الكافرين على دينهم (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ) فى عزير وعيسى والملائكة ، حين قالوا : الملائكة بنات الله ، وعزير وعيسى ابنا الله (وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) وأعينهم مزرقة (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠)) منزل للكافرين (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا) آمنوا وأطاعوا ربهم (بِمَفازَتِهِمْ) بإيمانهم وإحسانهم (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) لا يصيبهم الشدة والعذاب (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)) إذا حزن غيرهم (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) بائن منه (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)) على قوت كل شىء كفيل ، ويقال : على كل شىء من أعمالهم شهيد ووكيل (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خزائن السموات : المطر ، والأرض : النبات (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣)) فى الآخرة المغبونون بالعقوبة (قُلْ) يا محمد لأهل مكة حين قالوا له : ارجع إلى دين آبائك (أَفَغَيْرَ) دين (اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤)) الكافرون (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ) فى القرآن (وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) الكافرون (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)
__________________
(١) انظر سبب النزول فى : المستدرك (٢ / ٤٣٥) ، وسيرة ابن هشام (١ / ٤٧٥) ، ومجمع الزوائد (٦ / ١).