فى الشرك (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٦٥)) من المغبونين بالعقوبة (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) وحد (وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (٦٦)) بما أنعم الله عليك من النبوة والكتاب والإسلام.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ (٧٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ (٧٤) وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥))
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ما عظموا الله حق عظمته حين قالوا : يد الله مغلولة ، وحين قالوا : إن الله فقير محتاج يطلب منا القرض ، وهذه مقالة مالك بن الصيف اليهودى خذله الله (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ) فى قبضته (يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) بقدرته يوم القيامة ، وكلتا يدى الله يمين (سُبْحانَهُ) نزه نفسه عن مقالة اليهود (وَتَعالى) تبرأ وارتفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧)) به من الأوثان (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) وهى نفخة الموت (فَصَعِقَ) فمات (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) من فى الجنة والنار ، ويقال : جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فإنهم لا يموتون فى النفخة الأولى ، ولكن يموتون بعد ذلك (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى) وهى نفخة البعث ، وبينهما أربعون سنة تمطر السماء بعدها كنطف الرجال (فَإِذا هُمْ قِيامٌ) من القبور (يَنْظُرُونَ (٦٨)) ما يقال لهم (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ) أضاءت الأرض (بِنُورِ رَبِّها) بضوء ربها ، ويقال : بعدل ربها (وَوُضِعَ الْكِتابُ) فى الأيمان والشمائل ، وهو ديوان الحفظة (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ) الذين ليسوا بمرسلين (وَالشُّهَداءِ)