(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله وبالكتب والرسل ، إذا دخلوا النار يقول كل واحد منهم : مقتك يا نفسى (يُنادَوْنَ) فيناديهم الملائكة (لَمَقْتُ اللهِ) فى النار (أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) اليوم فى النار (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠)) فتجحدون (قالُوا) يعنى الكفار (رَبَّنا) يا ربنا (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) مرتين مرة بقبض أرواحنا ، ومرة بعد ما سألنا منكر ونكير فى القبور (وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) مرتين مرة قبل أن سألنا منكر ونكير فى القبور ، ومرة للبعث (فَاعْتَرَفْنا) فأقررنا (بِذُنُوبِنا) بشركنا وجحودنا من ذلك (فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ) رجوع إلى الدنيا (مِنْ سَبِيلٍ (١١)) من حيلة فنؤمن بك ، يقول الله لهم : (ذلِكُمْ) العذاب فى النار والمقت (بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ) إذا قيل لكم : قولوا : لا إله إلا الله (كَفَرْتُمْ) جحدتم (وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ) الأوثان (تُؤْمِنُوا) تقروا (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ) فالقضاء بين العباد لله ، حكم بالنار لمن كفر به (الْعَلِيِ) أعلى كل شىء (الْكَبِيرِ (١٢)) أكبر كل شىء.
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١٤) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٢١) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (٢٥))