(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ) يا أهل مكة (آياتِهِ) علامات وحدانيته وقدرته وعجائبه من خراب مساكن الذين ظلموا (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) مطرا (وَما يَتَذَكَّرُ) ما يتعظ بالقرآن (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ (١٣)) إلا من يقبل إلى الله (فَادْعُوا اللهَ) فاعبدوا الله (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) لله بالعبادة والوحدانية (وَلَوْ كَرِهَ) وإن كره (الْكافِرُونَ (١٤)) أهل مكة (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) خالق السموات رفعها فوق كل شىء (ذُو الْعَرْشِ) السرير (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) ينزل جبريل (عَلى مَنْ يَشاءُ) على من يحب (مِنْ عِبادِهِ) يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم (لِيُنْذِرَ) ليخوف محمد صلىاللهعليهوسلم بالقرآن (يَوْمَ التَّلاقِ (١٥)) يوم يلتقى أهل السماء وأهل الأرض ، ويقال : يوم يلتقى الخالق والمخلوق (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) خارجون من القبور (لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) ولا من أعمالهم شىء ، فيقول الله بعد نفخة الموت : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فليس يجيبه أحد ، فيرد على نفسه ، فيقول : (لِلَّهِ الْواحِدِ) بلا ولد ولا شريك (الْقَهَّارِ (١٦)) لخلقه بالموت الغالب عليهم (الْيَوْمَ) هو يوم القيامة (تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ) برة أو فاجرة (بِما كَسَبَتْ) من الخير والشر (لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) على أحد أى لا ينقص من حسناتهم ، ولا يزاد على سيئاتهم (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧)) إذا حاسب ، ويقال : شديد العقاب إذا عاقب (وَأَنْذِرْهُمْ) خوفهم يا محمد (يَوْمَ الْآزِفَةِ) من أهوال يوم الأزفة ، وهو يوم القيامة ، يزف بعضهم إلى بعض ويسرع (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ) عند الحناجر (كاظِمِينَ) مغمومين محزونين يتردد الغيظ فى أجوافهم (ما لِلظَّالِمِينَ) المشركين (مِنْ حَمِيمٍ) من قريب ينفعهم (وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨)) فيهم بالشفاعة (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) النظرة بعد النظرة الثانية من الخيانة (وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)) ما تضمر القلوب عند النظرة الثانية يعلم الله ذلك (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ) يحكم بالشفاعة لمن يشاء يوم القيامة ، ويقال : يأمر بالعدل (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) يعبدون (مِنْ دُونِهِ) من دون الله من الأوثان (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) لا يحكمون بشىء من الشافعة يوم القيامة ، لأنه ليس لهم مقدرة على ذلك ، ويقال : لا يقضون بشىء ، لا يأمرون بخير فى الدنيا لأنهم صم بكم (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ) لمقالتهم (الْبَصِيرُ (٢٠)) بهم وبأعمالهم.
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا) يسافروا كفار مكة (فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) فيتفكروا (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ) جزاء (الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) بالبدن