وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧) وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨) لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٠) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٢) سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (٥٤))
(إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا) يجحدون بآياتنا بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، ويقال : يكذبون بآياتنا بمحمد والقرآن ، إن قرأت بضم الياء (لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا) لا يخفى علينا من أعمالهم شىء (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ) وهو أبو جهل وأصحابه (خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً) من العذاب (يَوْمَ الْقِيامَةِ) وهو محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه (اعْمَلُوا) يا أهل مكة (ما شِئْتُمْ) وهذا وعيد لهم (إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠)) يجزيكم بأعمالكم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ) بالقرآن (لَمَّا جاءَهُمْ) حين جاءهم محمد صلىاللهعليهوسلم به وهو أبو جهل وأصحابه ، لهم فى الآخرة نار جهنم (وَإِنَّهُ) أى القرآن (لَكِتابٌ عَزِيزٌ (٤١)) كريم شريف (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ) لم يخالفه التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) من قبله (وَلا مِنْ خَلْفِهِ) ولا يكون من بعده كتاب فيخالفه ، ويقال : لا تكذبه التوراة والإنجيل والزبور ، وسائر الكتب من قبله ، ولا يكون من بعده كتاب فيكذبه ، ويقال : لم يأت إبليس إلى محمد صلىاللهعليهوسلم من قبل إتيان جبريل ، فزاد فى القرآن ولا من بعد ذهاب جبريل ، فنقص من القرآن ، ويقال : لا يخالف القرآن بعضه بعضا ، ولكن يوافق بعضه بعضا ، (تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ) تكليم من حكيم فى أمره وقضائه (حَمِيدٍ (٤٢)) محمود فى فعاله (ما يُقالُ لَكَ) ما أمر لك من تبليغ الرسالة.