(إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) بتبليغ الرسالة (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (لَذُو مَغْفِرَةٍ) لمن تاب من الكفر وآمن بالله (وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ (٤٣)) لمن مات على الكفر (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) لو نزلنا جبريل بالقرآن على غير مجرى لغة العرب (لَقالُوا) كفار مكة (لَوْ لا فُصِّلَتْ) هلا بينت وعربت (آياتُهُ) بالعربية (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) قرآن أعجمى ورجل عربى ، كيف هذا (قُلْ) لهم يا محمد (هُوَ) يعنى القرآن (لِلَّذِينَ آمَنُوا) أبى بكر وأصحابه (هُدىً) من الضلالة (وَشِفاءٌ) بيان لما فى الصدور من العمى (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم وهو أبو جهل وأصحابه (فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) صمم (وَهُوَ) أى القرآن (عَلَيْهِمْ عَمًى) حجة (أُولئِكَ) أهل مكة أبو جهل وأصحابه (يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ (٤٤)) كأنهم ينادون إلى التوحيد من السماء (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) يعنى التوراة (فَاخْتُلِفَ فِيهِ) فى كتاب موسى ، عليهالسلام ، فمنهم مصدق به ، ومنهم مكذب به (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ) وجبت (مِنْ رَبِّكَ) بتأخير العذاب عن هذه الأمة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) لفرغ من هلاك اليهود والنصارى والمشركين (وَإِنَّهُمْ) أى اليهود والنصارى والمشركين (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) من القرآن (مُرِيبٍ (٤٥)) ظاهر الشك ، ويقال : من كتاب موسى.
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً) خالصا فيما بينه وبين ربه (فَلِنَفْسِهِ) ثواب ذلك (وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) من أشرك بالله فعليها على نفسه عقوبة ذلك (وَما رَبُّكَ) يا محمد (بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)) أن يأخذهم بلا جرم (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) علم قيام الساعة ، لا يعلم قيامها أحد غير الله (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها) من كفراها (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) الحوامل (وَلا تَضَعُ) حملها (إِلَّا بِعِلْمِهِ) بإذنه لا يعلمه غيره (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) فى النار فيقول الله : (أَيْنَ شُرَكائِي) الذين كنتم تعبدون وتقولون أنهم شركائى (قالُوا آذَنَّاكَ) أعلمناك ، وقلنا لك قبل هذا (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (٤٧)) يشهد على نفسه أنه عبد دونك أحدا (وَضَلَّ عَنْهُمْ) اشتغل عنهم (ما كانُوا يَدْعُونَ) يعبدون (مِنْ قَبْلُ) فى الدنيا (وَظَنُّوا) علموا وأيقنوا (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨)) من ملجأ ولا مغيث ولا نجاة من النار.
(لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ) يعنى الكافر لا يمل ولا يفتر (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) المال والولد والصحة (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) إن أصابته الشدة والفقر (فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩))