بِهِ نُوحاً) الذى أوحينا به إلى نوح وأمر أن يدعو الخلق إليه ويستقيم عليه (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) وفى الذى أوحينا إليك يا محمد ، يعنى القرآن أمرناك أن تدعو الخلق إلى الإسلام وتستقيم عليه (وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ) والذى اخترنا بالإسلام إبراهيم وأمرناه أن يدعو الخلق إليه ويستقيم عليه (وَمُوسى وَعِيسى) كذلك (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) أمر الله جملة الأنبياء أن أقيموا الدين أن اتفقوا فى الدين (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) لا تختلفوا فى الدين (كَبُرَ) عظم (عَلَى الْمُشْرِكِينَ) أبى جهل وأصحابه (ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) من التوحيد والقرآن (اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ) لدينه (مَنْ يَشاءُ) وهو من ولد فى الإسلام ويموت على ذلك (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١٣)) يرشد إلى دينه من يقبل إليه من أهل الكفر (وَما تَفَرَّقُوا) وما اختلف اليهود والنصارى فى محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) بيان ما فى كتابهم من صفة محمد صلىاللهعليهوسلم ، ونعته (بَغْياً بَيْنَهُمْ) حسدا منهم كفروا بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ) وجبت (مِنْ رَبِّكَ) بتأخير عذاب هذه الأمة (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى وقت معلوم (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) لفرغ من هلاك اليهود والنصارى (وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ) أعطوا التوراة (مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد الرسل ، ويقال : من بعد الأولين (لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) من التوراة (مُرِيبٍ (١٤)) ظاهر الشك.
(فَلِذلِكَ فَادْعُ) إلى توحيد ربك وكتاب ربك (وَاسْتَقِمْ) على التوحيد (كَما أُمِرْتَ) فى القرآن (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) قبلتهم ودينهم قبلة اليهود ودين اليهود (وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ) على الأنبياء (مِنْ كُتُبٍ) من كتاب الله (وَأُمِرْتُ) فى القرآن (لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) بالتوحيد (اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) يقضى بيننا وبينكم يوم القيامة (لَنا أَعْمالُنا) لنا عبادة الله ودين الإسلام (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) عليكم أعمالكم عبادة الأصنام ودين الشيطان (لا حُجَّةَ) لا خصومة (بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) فى الدين (اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) وبينكم يوم القيامة (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥)) مصير المؤمنين والكافرين ، ثم أمر الله بعد ذلك بالقتال (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ) يخاصمون فى دين الله ، يعنى اليهود والنصارى (مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ) فى الكتاب ويقال : هم المشركون من بعد ما استجيب له يوم الميثاق (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ) خصومتهم باطلة (عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ) سخط (وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (١٦)) أشد ما يكون (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ) جبريل بالقرآن (بِالْحَقِ) لبيان الحق والباطل