عالِمِينَ (٨١) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (٨٢) وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤) وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦) وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (٩٠))
(وَلِسُلَيْمانَ) وسخرنا لسليمان (الرِّيحَ عاصِفَةً) قاصفة شديدة (تَجْرِي بِأَمْرِهِ) بأمر الله ، ويقال : بأمر سليمان من إصطخر (إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) بالماء والشجر وهى الأرض المقدسة والأردن وفلسطين (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ) سخرنا له (عالِمِينَ (٨١) وَمِنَ الشَّياطِينِ) سخرنا من الشياطين (مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) لسليمان البحر فيخرجون منه الرخام (وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً) من البنيان (دُونَ ذلِكَ) دون الغواصة (وَكُنَّا لَهُمْ) الشياطين (حافِظِينَ (٨٢)) من أن يعدو أحد على أحد فى زمانه (وَأَيُّوبَ) واذكر أيوب (إِذْ نادى رَبَّهُ) دعا ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أى أصابتنى الشدة فى جسدى فارحمنى ونجنى (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ) الدعاء (فَكَشَفْنا) فرفعنا (ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ) من شدة (وَآتَيْناهُ) أعطيناه (أَهْلَهُ) فى الجنة الذين هلكوا فى الدنيا (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) أى ولد له فى الدنيا مثل ما هلكوا فى الدنيا (رَحْمَةً) نعمة (مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤)) عظة للمؤمنين (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ) واذكر إسماعيل وإدريس (وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥)) على أمر الله والمرازى (وَأَدْخَلْناهُمْ) أى ندخلهم فى الآخرة (فِي رَحْمَتِنا) فى جنتنا (إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦)) أى من المرسلين من غير ذى الكفل لأنه كان رجلا صالحا ولم يكن نبيا.
(وَذَا النُّونِ) واذكر صاحب الحوت ، يعنى يونس بن متى (إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) أى مصارما من الملك (فَظَنَ) يعنى فحسب (أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) بالعقوبة