(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) عن دينه (فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍ) من مرشد (مِنْ بَعْدِهِ) غير الله (وَتَرَى الظَّالِمِينَ) المشركين أبا جهل وأصحابه يوم القيامة (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) حين رأوا العذاب (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (٤٤)) هل إلى رجوع إلى الدنيا من حيلة (وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها) على النار (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) ذليلين من الحزن (يَنْظُرُونَ) إليك (مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) مسارقة الأعين (وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِنَّ الْخاسِرِينَ) المغبونين (الَّذِينَ خَسِرُوا) الذين غبنوا (أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ) خدمهم فى الجنة (يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ) المشركين أبا جهل وأصحابه (فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (٤٥)) والمقيم الدائم.
(وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ) أقرباء (يَنْصُرُونَهُمْ) يمنعونهم (مِنْ دُونِ اللهِ) من عذاب الله (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) عن دينه مثل أبى جهل (فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦)) من دين ولا حجة (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) بالتوحيد (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) وهو يوم القيامة (لا مَرَدَّ لَهُ) لا مانع له (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ) من نجاة (يَوْمَئِذٍ) من عذاب الله (وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (٤٧)) من معين (فَإِنْ أَعْرَضُوا) عن الإيمان (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) يحفظهم (إِنْ عَلَيْكَ) ما عليك (إِلَّا الْبَلاغُ) التبليغ عن الله ، ثم أمره بالقتال بعد ذلك (١)(وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ) أصبنا الكافر (مِنَّا رَحْمَةً) نعمة (فَرِحَ بِها) أعجب بها غير شاكر لها (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) شدة وفقر وبلية (بِما قَدَّمَتْ) عملت (أَيْدِيهِمْ) فى الشرك (فَإِنَّ الْإِنْسانَ) يعنى أبا جهل (كَفُورٌ (٤٨)) كافر بالله وبنعمته (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خزائن السموات والأرض المطر والنبات (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) كما يشاء (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً) مثل لوط عليهالسلام ، لم يكن له ولد ذكر (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (٤٩)) مثل إبراهيم لم يكن له أنثى.
(أَوْ يُزَوِّجُهُمْ) يخلطهم (ذُكْراناً وَإِناثاً) مثل محمد صلىاللهعليهوسلم كان له الذكر والأنثى (وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) بلا ولد مثل يحيى بن زكريا عليهماالسلام (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (٥٠)) فيما وهب من الذكور والإناث (وَما كانَ) ما جاز (لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ) مواجهة بغير ستر (إِلَّا وَحْياً) فى المنام (أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) ستر
__________________
(١) منسوخ بآية السيف. انظر : بصائر التمييز (١ / ٤١٩) ، والمصفى لابن الجوزى (٢١٢) ، وقال : إنه غير منسوخ وابن البارزى (٣٠٥).