أَحَدُهُمْ) أحد بنى مليح (بِما ضَرَبَ) بما وصف (لِلرَّحْمنِ مَثَلاً) إناتا (ظَلَ) صار (وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)) مغموم مكروب بتردد الغيظ فى جوفه أفترضون لله ما لا ترضون لأنفسكم (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا) يغذى ويربى (١)(فِي الْحِلْيَةِ) حلية الذهب والفضة (وَهُوَ فِي الْخِصامِ) فى الكلام (غَيْرُ مُبِينٍ (١٨)) غير ثابت الحجة ومن النساء فمثلهن كيف ينبغى أن يكن بنات الله (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) بنات الله (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) حين خلقوا أنهم إناث فيعلمون بذلك أنهم إناث قالوا : لا يا محمد ، ولكن سمعنا من آبائنا يقولون ذلك ، فقال الله : يا محمد (سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ) بالكذب على الله بمقالتهم أن الملائكة بنات الله (وَيُسْئَلُونَ (١٩)) عنه يوم القيامة ، أى قيل لهم ، حين جعلوا الملائكة بنات الله : أشهدتم؟ قالوا : لا ، قال : فما يدريكم أنهن أناث وأنهن بنات الله؟ قالوا : سمعنا هذا من آبائنا ، قال الله : سنكتب شهادتهم ، يعنى ما تكلموا به ويسألون عنه يوم القيامة (وَقالُوا) بنو مليح (لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ) لو نهانا الرحمن وصرفنا (ما عَبَدْناهُمْ) استهزاء ولكن أمرنا بعبادتهم ، ولم ينهنا عن عبادتهم (ما لَهُمْ بِذلِكَ) بما يقولون (مِنْ عِلْمٍ) من حجة ولا بيان (إِنْ هُمْ) ما هم (إِلَّا يَخْرُصُونَ (٢٠)) يكذبون على الله لأن الله نهاهم عن ذلك.
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥) وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠) وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢) وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ
__________________
(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (٥٨٤) ، وزاد المسير (٧ / ٣٠٦) ، ومعانى القراءات للأزهرى (٤٣٧).