(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤)) طعام الفاجر فى النار أبى جهل وأصحابه (كَالْمُهْلِ) سوداء كدردى الزيت ، ويقال : حارة كالفضة المذابة (يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)) الماء الحار (خُذُوهُ) يقول الله للزبانية خذوا أبا جهل (فَاعْتِلُوهُ) فتلتلوه ، ويقال : فسوقوه واذهبوا به (١)(إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧)) إلى وسط النار (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ) على رأسه (مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨)) من ماء حار بعد ما يضرب رأسه بمقامع الحديد (ذُقْ) يا أبا جهل (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) فى قومك (الْكَرِيمُ (٤٩)) عليهم ، ويقال : إنك أنت العزيز المتعزز فى قومك الكريم المتكرم عليهم (إِنَّ هذا) يعنى العذاب (ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠)) تشكون فى الدنيا أنه لا يكون (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) من الكفر والشرك والفواحش ، يعنى أبا بكر وأصحابه (فِي مَقامٍ) مكان (أَمِينٍ (٥١)) من الموت ، والزوال والعذاب (فِي جَنَّاتٍ) بساتين (وَعُيُونٍ (٥٢)) أنهار الخمر والماء واللبن والعسل.
(يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ) ما لطف من الديباج (وَإِسْتَبْرَقٍ) وما ثخن من الديباج (مُتَقابِلِينَ (٥٣)) فى الزيارة (كَذلِكَ) هكذا مقام المؤمنين فى الجنة (وَزَوَّجْناهُمْ) قررناهم فى الجنة (بِحُورٍ) بجوار بيض (عِينٍ (٥٤)) عظام الأعين حسان الوجوه (يَدْعُونَ فِيها) يتمنون ويسألون فى الجنة ، ويقال : يتعاطون فى الجنة (بِكُلِّ فاكِهَةٍ) بألوان كل فاكهة (آمِنِينَ (٥٥)) من الموت والزوال والعذاب (لا يَذُوقُونَ فِيهَا) فى الجنة (الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) بعد موتهم فى الدنيا (وَوَقاهُمْ) رفع عنهم ربهم (عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦)) عذاب النار (فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ) منا من ربك ، ويقال : عطاء من ربك (ذلِكَ) المن (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧)) النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) يقول : هونا عليك قراءة القرآن (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨)) لكى يتعظوا بالقرآن (فَارْتَقِبْ) فانتظر هلاكهم يوم بدر (٢)(إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩)) منتظرون هلاكك ، فأهلكهم الله يوم بدر.
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٣ / ٤٣) ، وتفسير الطبرى (٢٥ / ٨٠) ، وتفسير غريب ابن قتيبة (٤٠٣).
(٢) منسوخ بآية السيف عند ابن البارزى ، والفيروزآبادى فى البصائر (١ / ٤٢٤) ، وقال ابن الجوزى فى المصفى (٢١٢ ، وزاد المسير (٧ / ٣٥٣) : ليست منسوخة بل محكمة.