الْمُسْرِفِينَ (٣١)) فى الشرك (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ) اخترنا بنى إسرائيل (عَلى عِلْمٍ) كما علمنا (عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢)) عالمى زمانهم بالمن والسلوى والكتاب والرسول والنجاة من فرعون وقومه والنجاة من الغرق (وَآتَيْناهُمْ) أعطيناهم (مِنَ الْآياتِ) من العلامات (ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣)) نعمة عظيمة ، ويقال : اختبار بين وهو الذى نجاهم من فرعون ، ومن الغرق وأنزل عليهم المن والسلوى فى التيه وغير ذلك.
(إِنَّ هؤُلاءِ) قومك يا محمد (لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ) ما هى أى حياتنا (إِلَّا مَوْتَتُنَا) بعد موتتنا (الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥)) بمحيون بعد الموت (فَأْتُوا بِآبائِنا) فأحيى يا محمد آباءنا الذين ماتوا حتى نسألهم أحق تقول أم باطل؟ (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٦)) إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت ، قال الله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ) أقومك خير (أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) حمير واسعة أسعد بن ملكيكوب وكنيته أبو كرب ، سمى تبعا لكثرة تبعه (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قوم تبع (أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧)) مشركين أفلا يخاف قومك من هلاكهم وعذابهم (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من الخلق (لاعِبِينَ (٣٨)) لاهين (ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِ) للحق لا للباطل (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (٣٩)) ذلك ولا يصدقون (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) يوم القضاء بين الخلائق (مِيقاتُهُمْ) ميعادهم (أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) ولى حميم ، يعنى قرابة عن قرابة شيئا ، وكافر عن كافر ، وقريب عن قريب شيئا من الشفاعة ، ولا من عذاب الله (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١)) يمنعون مما يراد بهم من العذاب (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) من المؤمنين ، فإنهم ليسوا كذلك ، ولكن يشفع بعضهم لبعض (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) بالنقمة من الكافرين (الرَّحِيمُ (٤٢)) بالمؤمنين.
(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩))