إيمانه (فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) لا ينسى ثواب عمله بل يثاب عليه (وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤)) مجازون ومثيبون ، ويقال : حافظون (وَحَرامٌ) أى التوفيق (عَلى قَرْيَةٍ) أى على أهل قرية (أَهْلَكْناها) خذلناها بالكفر (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥)) فى كفرهم إلى الإيمان ، ويقال : (وَحَرامٌ) الرجوع (عَلى قَرْيَةٍ) على أهل مكة (أَهْلَكْناها) يوم بدر بالقتل (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥)) إلى الدنيا (١) (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) فحينئذ يخرجون (وَهُمْ) يعنى يأجوج ومأجوج (مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) من كل أكمة ومكان مرتفع (يَنْسِلُونَ (٩٦)) يخرجون (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) دنا قيام الساعة عند خروجهم من السد (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ) ذليلة لا تكاد تطرف (أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، ويقولون : (يا وَيْلَنا) يا حسرتنا (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) اليوم (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧)) كافرين بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (إِنَّكُمْ) يا أهل مكة (وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (حَصَبُ جَهَنَّمَ) أى حطب جهنم بلغة الحبشة (أَنْتُمْ) يا أهل مكة وما تعبدون من الأصنام (لَها وارِدُونَ (٩٨)) داخلون يعنى جهنم (لَوْ كانَ هؤُلاءِ) أى الأصنام (آلِهَةً ما وَرَدُوها) ما دخلوا النار (وَكُلٌ) العابد والمعبود (فِيها) فى النار داخلون (خالِدُونَ (٩٩)) أى مقيمون دائمون (لَهُمْ فِيها) فى جهنم (زَفِيرٌ) صوت كصوت الحمار (وَهُمْ فِيها) فى جهنم يتعاوون (لا يَسْمَعُونَ (١٠٠)) صوت الرحمة ولا يبصرون.
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (١٠٤) وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (١٠٦) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (١٠٧) قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٧ / ٦٨) ، والتبيان للعكبرى (٢ / ١٣٧).