تُوعَدُونَ (١٠٩) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١) قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢))
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ) أى وجبت (لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) أى الجنة يعنى عيسى وعزيرا (أُولئِكَ عَنْها) عن النار (مُبْعَدُونَ (١٠١)) منجون (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) أى صوتها (١)(وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ) أى تمنت أنفسهم (خالِدُونَ (١٠٢)) مقيمون فى الجنة (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) إذا أطبقت النار وذبح الموت بين الجنة والنار (وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) على باب الجنة بالبشرى (هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣)) فى الدنيا ، نزلت من قوله : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) إلى هاهنا ، فى شأن عبد الله بن الزبعرى السهمى الشاعر وخصومته مع النبى صلىاللهعليهوسلم لقبل الأصنام (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (نَطْوِي السَّماءَ) باليمين (كَطَيِّ السِّجِلِ) أى كطى الكاتب (لِلْكُتُبِ) للصحيفة (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ) أول خلقهم من النطفة (نُعِيدُهُ) نبعثه من التراب (وَعْداً عَلَيْنا) واجبا علينا (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (١٠٤)) نحييهم بعد الموت (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) فى زابور داود (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) من بعد التوراة ، ويقال : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) فى كتب الأنبياء (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) اللوح المحفوظ (أَنَّ الْأَرْضَ) أرض الجنة (يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥)) الموحدون ، ويقال : الأرض المقدسة يرثها ينزلها عبادى الصالحون من بنى إسرائيل ، ويقال : الصالحون فى آخر الزمان (إِنَّ فِي هذا) القرآن (لَبَلاغاً) لكفاية ، ويقال : عظة بالأمر والنهى (لِقَوْمٍ عابِدِينَ (١٠٦)) أى موحدين.
(وَما أَرْسَلْناكَ) يا محمد (إِلَّا رَحْمَةً) من العذاب (لِلْعالَمِينَ (١٠٧)) من الجن والأنس من آمن بك كتب له رحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن لم يؤمن بك لم يك يصيبه ما أصاب ، ويقال : نعمة (قُلْ) يا محمد (إِنَّما يُوحى إِلَيَ) أى فى هذا القرآن (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) بلا ولد ولا شريك (فَهَلْ أَنْتُمْ) يا أهل مكة (مُسْلِمُونَ (١٠٨)) مقرون مخلصون بالعبادة والتوحيد (فَإِنْ تَوَلَّوْا) عن
__________________
(١) انظر سبب النزول فى : تفسير الطبرى (١٧ / ٧٥) ، ولباب النقول (١٤٨) ، والدر المنثور (٤ / ٣٣٩).