عذاب الله ، يعنى أهل مكة (١)(لِيَجْزِيَ قَوْماً) يعنى عمر ، رضى الله عنه ، وأصحابه (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)) يعملون من الخيرات وهذا العفو قبل الهجرة ، ثم أمروا بالقتال.
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥) وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١) وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣) وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٢٤))
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً) خالصا فى الإيمان (فَلِنَفْسِهِ) ثواب ذلك (وَمَنْ أَساءَ) أشرك بالله (فَعَلَيْها) فعلى نفسه عقوبة ذلك (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥)) بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ) العلم والفهم (وَالنُّبُوَّةَ) وكان فيهم الأنبياء والكتب (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) من المن والسلوى ، ويقال : من الغنائم (وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦)) عالمى زمانهم بالكتاب والرسول (وَآتَيْناهُمْ) أعطيناهم (بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ) واضحات من أمر الدين (فَمَا اخْتَلَفُوا) فى محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن والإسلام (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) بيان ما فى كتابهم (بَغْياً بَيْنَهُمْ) حسدا منهم كفروا بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (يَقْضِي بَيْنَهُمْ) بين اليهود والنصارى والمؤمنين (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما
__________________
(١) انظر فى سبب النزول ومسألة نسخها بآية القتال : زاد المسير (٧ / ٣٩) ، وتفسير القرطبى (١٦ / ١٦٣) ، الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢١٨) ، والإيضاح لمكى (٣٥٥) ، والمصفى لابن الجوزى (٢١٣) ، والدر المنثور للسيوطى (٦ / ٢٤).