واحد لا شريك له (وَقالُوا) كفار مكة (ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) فى الدنيا (نَمُوتُ وَنَحْيا) يعنون تموت الآباء وتحيا الأبناء (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) يعنون طول الليالى والأيام والشهور والساعات (وَما لَهُمْ بِذلِكَ) بما يقولون (مِنْ عِلْمٍ) من حجة ولا بيان (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤)) ما يقولون إلا بالظن.
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (٣١) وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ) على أبى جهل وأصحابه (آياتُنا بَيِّناتٍ) بالأمر والنهى (ما كانَ حُجَّتَهُمْ) عندهم وجوابهم لمحمد صلىاللهعليهوسلم ، (إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا) أحيى يا محمد آباءنا حتى نسألهم عن قولك أحق هو أم باطل (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥)) إن كنت من الصادقين أن نبعث بعد الموت (قُلِ) يا محمد لأبى جهل وأصحابه (اللهُ يُحْيِيكُمْ) فى القبر (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) فى القبر (ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ويقال : قل الله يميتكم مقدم ومؤخر ، ثم يتميتكم إلى يوم القيامة (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة (لا يَعْلَمُونَ (٢٦)) ذلك ولا يصدقون (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ) خزائن السموات المطر (وَالْأَرْضِ) النبات (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) وهو يوم القيامة (يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ) يغبن (الْمُبْطِلُونَ (٢٧)) المشركون بذهاب الدنيا والآخرة (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ) كل أهل دين (جاثِيَةً) جامعة (١)(كُلَّ أُمَّةٍ) كل أهل دين (تُدْعى إِلى
__________________
(١) انظر : غريب ابن قتيبة (٤٠٥) ، وتفسير الطبرى (٢٥ / ٦٣) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢١٠).