حارا (فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (١٥)) مباعرهم (وَمِنْهُمْ) من المنافقين (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) إلى خطبتك يوم الجمعة (حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ) تفرقوا من عندك (قالُوا) يعنى المنافقين (لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أعطوا العلم ، يعنى عبد الله بن مسعود (ما ذا قالَ) محمد صلىاللهعليهوسلم (آنِفاً) الساعة على المنبر استهزاء بما قال محمد صلىاللهعليهوسلم (أُولئِكَ) المنافقون هم (الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ) ختم الله (عَلى قُلُوبِهِمْ) فهم لا يعقلون الحق والهدى (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٦)) بكفر السر والنفاق والخيانة والعداوة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) بالإيمان (زادَهُمْ) بخطبتك (هُدىً) بصيرة فى أمر الدين وتصديقا فى النيات (وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ (١٧)) ألهمهم تقواهم ، يقول : أكرمهم بترك المعاصى واجتناب المحارم ، ويقال : والذين اهتدوا بالناسخ زادهم هدى بالمنسوخ وآتاهم الله تقواهم أكرمهم الله باستعمال الناسخ وترك المنسوخ (فَهَلْ يَنْظُرُونَ) إذا كذبوك كفار مكة (إِلَّا السَّاعَةَ) قيام الساعة (أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً) فجأة (فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) معالمها انشقاق القمر ، وخروج النبى صلىاللهعليهوسلم بالقرآن من أعلامها (فَأَنَّى لَهُمْ) فمن أين لهم (إِذا جاءَتْهُمْ) قيام الساعة (ذِكْراهُمْ (١٨)) التوبة.
(فَاعْلَمْ) يا محمد (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) لا ضار ولا نافع ولا مانع ولا معطى ولا معز ولا مذل إلا الله ، ويقال : فاعلم أنه ليس شىء فضله كفضل لا إله إلا الله (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) يا محمد من ضرب اليهودى زيد بن السمين (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) ولذنوب المؤمنين والمؤمنات (وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ) ذهابكم ومجيئكم وأعمالكم فى الدنيا (وَمَثْواكُمْ (١٩)) مصيركم ومنزلكم فى الآخرة (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن وهم المخلصون (لَوْ لا) هلا (نُزِّلَتْ سُورَةٌ) جبريل بسورة تمنوا لك ذلك من اشتياقهم إلى ذكر الله وطاعته (فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) جبريل بسورة (مُحْكَمَةٌ) مبينة بالحلال والحرام ، والأمر والنهى (وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) أمر فيها بالقتال (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك ونفاق (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ) نحوك عند ذكرك القتال (نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) كمن هو فى غشيان الموت من كراهية قتالهم مع العدو (فَأَوْلى لَهُمْ (٢٠)) وعيد لهم من عذاب الله (طاعَةٌ) يقول : هذا من المؤمنين طاعة لله ولرسوله (وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) كلام حسن ، ويقال : طاعة المنافقين لله ولرسوله وقول معروف كلام حسن لمحمد صلىاللهعليهوسلم ، خير لهم من المعصية والمخالفة والكراهية ، ويقال : أطيعوا الله ، وقولوا قولا معروفا لمحمد (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ)