يُبايِعُونَكَ) يوم الحديبية (إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) كأنهم يبايعون الله (يَدُ اللهِ) بالثواب والنصرة (فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) بالصدق والوفاء والتمام (فَمَنْ نَكَثَ) نقض بيعته (فَإِنَّما يَنْكُثُ) ينقض (عَلى نَفْسِهِ) عقوبة ذلك (وَمَنْ أَوْفى) وفى (بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ) بعهده بالله بالصدق والوفاء (فَسَيُؤْتِيهِ) يعطيه (أَجْراً عَظِيماً (١٠)) ثوابا وافرا فى الجنة ، فلم ينقض منهم أحد ، لأنهم كانوا كلهم مخلصين وماتوا على بيعة الرضوان غير رجل منهم ، يقال له : جد بن قيس ، وكان منافقا اختبأ يومئذ تحت إبط بعيره ، ولم يدخل فى بيعتهم فأماته الله على نفاقه.
(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١١) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢) وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٤) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥) قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧) لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩))
(سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ) من غزوة الحديبية (مِنَ الْأَعْرابِ) من بنى غفار وأسلم وأشجع وديل ، وقوم من مزينة وجهينة (شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا) عن الخروج معك إلى الحديبية خفنا عليهم الضيعة ، فمن ذلك تخلفنا عنك (فَاسْتَغْفِرْ لَنا) يا رسول الله بتخلفنا عنك إلى غزوة الحديبية (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ) يسألون بألسنتهم المغفرة (ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) حاجة لذلك استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم (قُلْ) لهم يا محمد (فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ) فمن يقدر لكم من عذاب الله (شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا)