أبى ، وأمية ، ومنبه ونبيه (هذا) الذى يقول محمد صلىاللهعليهوسلم أن نبعث بعد الموت (شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢)) إذ يقول (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) صرانا ترابا رميما نبعث (ذلِكَ) الذى يقول محمد صلىاللهعليهوسلم (رَجْعٌ) رد (بَعِيدٌ (٣)) طويل لا يكون إنكارا منهم للبعث ، قال الله : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) ما تأكل الأرض من لحومهم بعد موتهم وما تترك (وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (٤)) من الشيطان وهو اللوح المحفوظ فيه مكتوب موتهم ومكثهم فى القبر ، ومبعثهم يوم القيامة.
(بَلْ كَذَّبُوا) قريش (بِالْحَقِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (لَمَّا جاءَهُمْ) محمد صلىاللهعليهوسلم حين جاءهم وهذا جواب القسم ، أن قد جاءهم محمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥)) ضلال ، ويقال : ملتبس ، ويقال : فى قوله مختلف بعضهم مكذب ، وبعضهم مصدق (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا) كفار مكة (إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ) فوق رؤوسهم (كَيْفَ بَنَيْناها) خلقناها بلا عمد (وَزَيَّنَّاها) بالنجوم ، يعنى سماء الدنيا (وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ (٦)) من شقوق وصدوع وعيوب وخلل (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) بسطناها على الماء (وَأَلْقَيْنا فِيها) فى الأرض (رَواسِيَ) جبالا ثوابت أوتادا لها لكى لا تميد بهم (وَأَنْبَتْنا فِيها) فى الأرض (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧)) من كل لون حسن فى المنظر (تَبْصِرَةً) لكى تبصروا (وَذِكْرى) عظة لكى تتعظوا به ، ويقال : تبصرة عبرة وتفكرا وذكرى عظة (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)) مقبل إلى الله وإلى طاعته (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (مُبارَكاً) بالنبات والمنفعة فيه حياة كل شىء (فَأَنْبَتْنا بِهِ) بالمطر (جَنَّاتٍ) بساتين (وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩)) الحبوب كلها التى تحصد (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ) طوالا غلاظا (لَها طَلْعٌ) كفرى وثمر (نَضِيدٌ (١٠)) منضود مجتمع (رِزْقاً لِلْعِبادِ) طعاما للخلق ، يعنى الحبوب (وَأَحْيَيْنا بِهِ) بالمطر (بَلْدَةً مَيْتاً) مكانا لا نبات فيه (كَذلِكَ الْخُرُوجُ (١١)) هكذا يحيون ويخرجون من القبور يوم القيامة بالمطر (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل قومك يا محمد (قَوْمُ نُوحٍ) نوحا (وَأَصْحابُ الرَّسِ) والرس بئر دون اليمامة ، وهم قوم شعيب كذبوا شعيبا (وَثَمُودُ (١٢)) قوم صالح صالحا (وَعادٌ) قوم هود هودا (وَفِرْعَوْنُ) كذب فرعون وقومه موسى (وَإِخْوانُ لُوطٍ (١٣)) قوم لوط لوطا ، (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الغيضة من الشجر ، وهم قوم شعيب كذبوا شعيبا ، (وَقَوْمُ تُبَّعٍ) تبعا ، وتبع كان ملك حمير ، وكان اسمه أسعد بن ملكيكب ، وكنيته أبو كرب ، وسمى تبعا لكثرة تبعه ، وكان رجلا مسلما.