وإلى طاعته (حَفِيظٍ (٣٢)) فى الخلوات لأمر الله ، ويقال : على الصلوات (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) من عمل للرحمن ، وإن لم يره (وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣)) مخلص بالعبادة والتوحيد ، يقول الله لهم : (ادْخُلُوها) يعنى الجنة (بِسَلامٍ) بسلامة من عذاب الله (ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤)) خلود أهل الجنة فى الجنة (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ) ما يتمنون (فِيها) فى الجنة (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥)) يعنى النظر إلى وجه الرب ، ولهم عندنا كل يوم وساعة من الكرامة والثواب الزيادة.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ) قبل قومك (مِنْ قَرْنٍ) من القرون الماضية (هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ) من قومك (بَطْشاً) قوة (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) فطافوا وتقلبوا فى الأسفار بتجاراتهم (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٦)) هل كان لهم ملجأ ومفر من عذابنا ، ويقال : هل بقى أحد منهم (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى ما صنع بهم (لَذِكْرى) لعظة قومك (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) عقل حى (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) أو استمع إلى قراءة القرآن (وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧)) قلبه حاضر غير غائب (١) (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) من أيام أول الدنيا طول كل يوم ألف سنة من هذه الأيام أول يوم منها يوم الأحد ، وآخر يوم منها يوم الجمعة (وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)) ما أصابنا من إعياء كما قالت اليهود ، حيث قالوا : لما فرغ الله منها وضع إحدى رجليه على الأخرى واستراح يوم السبت كذب أعداء الله على الله (فَاصْبِرْ) يا محمد (٢)(عَلى ما يَقُولُونَ) على مقالة اليهود من الكذب ، ويقال : اصبر على ما يقولون ، يعنى على مقالة المستهزئين ، وهم خمسة رهط ، قد ذكرتهم فى موضع آخر (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) صل بأمر ربك (قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) وهى صلاة الغداة (وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩)) وهى صلاة الظهر والعصر (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) فصل له صلاة المغرب والعشاء (وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠)) وهى ركعتان بعد المغرب (وَاسْتَمِعْ) يا محمد حتى تسمع صفة (يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ) ويقال : اعمل يا محمد ليوم ينادى المنادى ، ويقال : انتظر يا محمد يوم ينادى المنادى فى الصور (مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١)) إلى السماء من صخرة بيت المقدس ، وهى أقرب مكان إلى السماء من
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٨ / ٢٠).
(٢) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢٢٣) ، والإيضاح لمكى (٣٦٢) ، والبصائر للفيروز آبادى (١ / ٤٣٧) ، وزاد المسير (٨ / ٢٣).