السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (٤٠) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (٤٤) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (٤٥))
(وَقالَ قَرِينُهُ) كاتبه الذى يكتب حسناته ، ويقال : الذى يكتب سيئاته (هذا ما لَدَيَ) هذا الذى وكلتنى عليه (عَتِيدٌ (٢٣)) حاضر ، فيقول الله له : (أَلْقِيا) يعنى ألق (فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ) كافر بالله ، وهو الوليد بن المغيرة المخزومى (عَنِيدٍ (٢٤)) معرض عن الإيمان (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) للإسلام بنيه وبنى بنيه وبنى أخيه ، وذويه ولحمته وقرابته (مُعْتَدٍ) غشوم ظلوم (مُرِيبٍ (٢٥)) ظاهر الشك مفتر على الله (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) الذى قال لله ولد وشريك (فَأَلْقِياهُ) فيقول الله للملك كاتبه : ألقه (فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦)) الغليظ (قالَ قَرِينُهُ) كاتبه الذى يكتب عليه سيئاته (١)(رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) ما أعجلته بالكتابة وما كتبت عليه ما لم يقل ، وما لم يفعل ، وهذا بعد ما يقول الكافر : يا رب كتب على هذا الملك ما لم أقل ، وما لم أفعل ، وعجلنى بالكتابة حتى نسيت ، وقال قرينه ، يعنى شيطانه يعتذر به إلى ربه : ربنا ، يا ربنا ، ما أطغيته ، ما أضللته (وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ) فى خطأ (بَعِيدٍ (٢٧)) عن الحق والهدى.
(قالَ) الله لهم : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ) عندى (وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨)) قد أعلمتكم فى الكتاب مع الرسول من هذا اليوم (ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ) ما يغير القول عندى بالكتاب بالكذب ، ويقال : ما يغير اليوم قضائى على عبادى ، ويقال : لا يثنى القول عندى (وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩)) آن آخذهم بلا جرم منهم (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ) كما وعدتك (وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)) فتستزيد ، ويقال : وتقول قد امتلأت وهل من مزيد ، فليس فى مكان رجل واحد (وَأُزْلِفَتِ) قربت (الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) الكفر والشرك والفواحش (غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١)) منهم (هذا) الثواب والكرامة (ما تُوعَدُونَ) فى الدنيا (لِكُلِّ أَوَّابٍ) مقبل إلى الله
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٨ / ١٥).