الْعَقِيمَ (٤١) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥))
(قالَ) إبراهيم (فَما خَطْبُكُمْ) فما شأنكم وما بالكم ، وبماذا جئتم؟ (أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢)) مشركين اجترموا الهلاك على أنفسهم بعملهم الخبيث ، يعنون قوم لوط (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣)) مطبوخ كالآجر (مُسَوَّمَةً) مخططة بالسواد والحمرة (عِنْدَ رَبِّكَ) من عند ربك تأتى تلك الحجارة (لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤)) على المشركين (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها) فى قريات لوط (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥)) من الموحدين (فَما وَجَدْنا فِيها) من قريات لوط (غَيْرَ بَيْتٍ) غير أهل بيت (مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٦)) من المقربين ، وهو لوط وابنتاه زاعورا وريثا (وَتَرَكْنا فِيها) يعنى وتركنا فى قريات لوط (آيَةً) علامة وعبرة (لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٣٧)) فى الآخرة فلا يقتدون بفعلهم (وَفِي مُوسى) أيضا عبرة (إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨)) بحجة بينة : اليد والعصا (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) فأعرض فرعون عن الإيمان بالآية ، وبموسى بجنوده (وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩)) يختنق (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ) جموعه (فَنَبَذْناهُ) فأغرقناهم (فِي الْيَمِ) فى البحر (وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠)) مذموم عند الله يلوم نفسه (وَفِي عادٍ) فى قوم هود أيضا عبرة (إِذْ أَرْسَلْنا) سلطنا (عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١)) الشديدة التى لا فرج لهم فيها ، وهى الريح الدبور (ما تَذَرُ) ما تترك (مِنْ شَيْءٍ) منهم ولهم (أَتَتْ عَلَيْهِ) مرت عليه الريح (إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢)) كالتراب (وَفِي ثَمُودَ) أى فى قوم صالح أيضا عبرة (إِذْ قِيلَ لَهُمْ) قال لهم صالح بعد عقرهم الناقة (تَمَتَّعُوا) عيشوا (حَتَّى حِينٍ (٤٣)) إلى حين العذاب (فَعَتَوْا) فأبوا (عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) عن قبول أمر ربهم (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) الصيحة بالعذاب (وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤)) إلى العذاب نازلا عليهم (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ) لم يقدروا أن يقوموا من عذاب الله (وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥)) ممتنعين بأبدائهم من العذاب.
(وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦) وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي