لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥) وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠))
(وَقَوْمَ نُوحٍ) أهلكناهم (مِنْ قَبْلُ) من قبل قوم صالح (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٤٦)) كافرين (وَالسَّماءَ بَنَيْناها) خلقناها (بِأَيْدٍ) بقوة (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧)) لها ما نشاء ، ويقال : إنا لموسعون بالرزق (وَالْأَرْضَ فَرَشْناها) على الماء (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨)) الفارشون (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) لونين فى الأرض (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩)) لكى تتعظوا فيم خلق الله (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) ففروا من الله إلى الله ، ويقال : من معصية إلى طاعة الله ، ويقال : من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ) من الله (نَذِيرٌ) رسول مخوف (مُبِينٌ (٥٠)) بلغة تعلمونها (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) لا تقولوا لله ولد ولا شريك (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ) من الله (نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١)) مخوف بلغة تعلمونها.
(كَذلِكَ) كما قال لك قومك ساحر أو مجنون (ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك (مِنْ رَسُولٍ) دعاهم إلى الله (إِلَّا قالُوا) لذلك الرسول (ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ) أتوافق كل قوم على أن قالوا لرسولهم : ساحر أو مجنون (بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣)) كافرون (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) فأعرض عنهم يا محمد (فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤)) بمذموم عندنا قد أعذرت وأبلغتهم ، ثم أمر بعد ذلك بالقتال (وَذَكِّرْ) عظ بالقرآن (فَإِنَّ الذِّكْرى) العظة بالقرآن (تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥)) تزيد المؤمنين صلاحا (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)) ليطيعونى ، وهذا أمر خاص لأهل طاعته ، ويقال : لو خلقهم للعبادة ما عصوا ربهم طرفة عين ، وقال على بن أبى طالب : ما خلقتهم إلا أن أمرهم وأكلفهم ، ويقال : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)) إلا أمرتهم أن يوحدونى ويعبدونى.
(ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ) لم أكلفهم أن يرزقونى أنفسهم (وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧)) ولم أكلفهم أن يعينونى على أرزاقهم (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ) لعباده