(مُشْفِقِينَ (٢٦)) خائفين من عذاب الله (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا) بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة (وَوَقانا) دفع عنا (عَذابَ السَّمُومِ (٢٧)) عذاب النار (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ) من قبل المغفرة والرحمة (نَدْعُوهُ) نعبده ونوحده (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ) الصادق فى قوله فيما وعد لنا (الرَّحِيمُ (٢٨)) بعباده المؤمنين إذ رحمنا (فَذَكِّرْ) فعظ يا محمد (فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) بالنبوة والإسلام (بِكاهِنٍ) تخبر بما فى الغد (وَلا مَجْنُونٍ (٢٩)) لا تختنق (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقولون كفار مكة أبو جهل والوليد بن المغيرة ، وأصحابه : (شاعِرٌ) يتقوله من تلقاء نفسه (نَتَرَبَّصُ بِهِ) ننتظر به (رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠)) أوجاع الموت (قُلْ) يا محمد لأبى جهل والوليد بن المغيرة وأصحابه : (تَرَبَّصُوا) انتظروا موتى (١)(فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١)) من المنتظرين بكم العذاب فعذبوا يوم بدر.
(أَمْ تَأْمُرُهُمْ) أتأمرهم (أَحْلامُهُمْ) أى عقولهم (بِهذا) التكذيب والشتم والأذى بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، وهذه طعنة لهم من الله (أَمْ هُمْ) بل هم (قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢)) كافرون عاملون فى معصية الله (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقولون كفار مكة (تَقَوَّلَهُ) تخلق وكذب محمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن من تلقاء نفسه (بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن فى علم الله (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) فليجيئوا بقرآن مثل قرآن محمد صلىاللهعليهوسلم ، من تلقاء أنفسهم (إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤)) أن محمدا تقوله من تلقاء نفسه (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) من غير أب ، ويقال : من غير رب (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥)) غير المخلوقين (أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) بل الله خلقهما (بَلْ لا يُوقِنُونَ (٣٦)) بل لا يصدقون بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (أَمْ عِنْدَهُمْ) أعندهم (خَزائِنُ رَبِّكَ) مفاتيح خزائن ربك بالمطر والرزق والنبات والنبوة (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧)) المسلطون على ذلك.
(أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ) يصعدون فيه إلى السماء (فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨)) بحجة بينة على ما يقولون (أَمْ لَهُ الْبَناتُ) ترضون له وأنتم تكرهونهن (وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩)) تختارونهم (أَمْ تَسْئَلُهُمْ) يا محمد (أَجْراً) جعلا على الإيمان (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) من الغرم (مُثْقَلُونَ (٤٠)) بالإجابة (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ) اللوح المحفوظ (فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١)) يكتبون فيه ما يقولون ويعملون (أَمْ يُرِيدُونَ) بل
__________________
(١) منسوخ بآية السيف كما فى ابن البارزى ، المنسوخ من القرآن (٣٠٨) ، وأنكر ذلك ابن الجوزى فى المصفى (٢١٣) ، وزاد المسير (٨ / ٥٤).