يكون فى الدنيا ، فسيظهر ومنه ما يكون فى الآخرة فيتبين ، ويقال : لكل فعل وقول من العباد حقيقة وحقيقتهم فى القلب (وَلَقَدْ جاءَهُمْ) أهل مكة فى القرآن (مِنَ الْأَنْباءِ) من أخبار الأمم الماضية كيف هلكوا عند التكذيب (ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤)) نهى وازدجار (حِكْمَةٌ) القرآن (بالِغَةٌ) حكمة من الله أبلغهم عن الله (فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥)) يعنى الرسل عن قوم لا يؤمنون بالله فى علم الله (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) أعرض عنهم يا محمد ، ثم أمرهم بالقتال (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) وهو يوم القيامة (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦)) منكر عظيم شديد أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار (خُشَّعاً) ذليلة (أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ) من القبور فى النفخة الأخرى (كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧)) يقول : يجول بعضهم فى بعض مثل الجراد (مُهْطِعِينَ) مسرعين مقصدين ناظرين (إِلَى الدَّاعِ) ما ذا يأمرهم (يَقُولُ الْكافِرُونَ) يوم القيامة (هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)) شديد ، شدد ذلك اليوم عليهم.
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ) قبل قومك يا محمد (قَوْمُ نُوحٍ) نوحا (فَكَذَّبُوا عَبْدَنا) نوحا (وَقالُوا مَجْنُونٌ) يختلق (وَازْدُجِرَ (٩)) زجروه عن مقالته وصاحوا به وقالوا : أنت مستطير الفؤاد ذاهب العقل (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) مقهور (فَانْتَصِرْ (١٠)) فأعنى بالعذاب (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ) طرق السماء أربعين يوما (بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (١١)) مطر منصب من السماء على الأرض (وَفَجَّرْنَا) شققنا (الْأَرْضَ عُيُوناً) بالماء أربعين يوما (فَالْتَقَى الْماءُ) ماء السماء وماء الأرض (عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢)) على مقدار قدرنا ماء السماء وماء الأرض ، ويقال : على قضاء قد قضى بهلاك قوم نوح (وَحَمَلْناهُ) يعنى نوحا ومن آمن به (عَلى ذاتِ أَلْواحٍ) عوارض (وَدُسُرٍ (١٣)) مسامير وشرط ، وكل شىء يشد به السفينة فهو دسر (تَجْرِي) تسير السفينة (بِأَعْيُنِنا) بمنظر منا (جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (١٤)) يقول : جزاء قوم نوح بما كفروا به (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً) علامة للناس ، يعنى سفينة نوح بعد نوح ، ويقال : مثل سفينة نوح (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٥)) فهل من متعظ يتعظ بما صنع بقوم نوح فيترك المعصية (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٦)) فانظر يا محمد كيف كان عذابى عليهم ، وكيف كان حال منذرى لمن أنذرهم نوح ، فلم يؤمنوا (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ) هونا القرآن (لِلذِّكْرِ) للحفظ والقراءة والكتابة ، ويقال : هونا قراءة القرآن (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)) فهل من طالب علم فيعان عليه (كَذَّبَتْ عادٌ) قوم هود هودا (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨)) انظر يا محمد كيف كان