عذابى عليهم ، وكيف كان حال منذرى لمن أنذرهم الرسول هود ، فلم يؤمنوا (إِنَّا أَرْسَلْنا) سلطنا (عَلَيْهِمْ) على قوم هود (رِيحاً صَرْصَراً) باردا شديدا ، وهو ريح الدبور (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩)) مشؤوم عليهم مستمر ذاهب على الصغير والكبير (تَنْزِعُ النَّاسَ) تقلع قوم هود من أماكنهم (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) كأنهم أوراك نخل ، ويقال : أسافل نخل (مُنْقَعِرٍ (٢٠)) منقلع من أصولها (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي) انظر يا محمد كيف كان عذابى عليهم (وَنُذُرِ (٢١)) فكيف كان حال منذرى لمن أنذرهم هود ، فلم يؤمنوا (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ) هونا القرآن (لِلذِّكْرِ) للحفظ والقراءة (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢)) من متعظ يتعظ بما صنع بقوم هود ، فيترك المعصية.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠))
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ) قوم صالح (بِالنُّذُرِ (٢٣)) صالحا وجملة الرسل (فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا) آدميا مثلنا (واحِداً نَتَّبِعُهُ) فى دينه وأمره (إِنَّا إِذاً) إن فعلنا (لَفِي ضَلالٍ) فى خطأ بين (وَسُعُرٍ (٢٤)) تعب وعناء (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ) أخص بالنبوة (عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) ونحن أشرف منه (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ) يكذب على الله (أَشِرٌ (٢٥)) بطر مرح يعنون صالحا ، فقال لهم صالح : (سَيَعْلَمُونَ غَداً) يوم القيامة (مَنِ الْكَذَّابُ) على الله (الْأَشِرُ (٢٦)) البطر المرح ، فقال الله لصالح : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) مخرجو الناقة من الصخرة (فِتْنَةً لَهُمْ) بلية لقومك (فَارْتَقِبْهُمْ) فانتظرهم إلى خروج الناقة (وَاصْطَبِرْ (٢٧)) اصبر على أذاهم وعلى قتلهم الناقة (وَنَبِّئْهُمْ) أخبرهم (أَنَّ الْماءَ) ماء البئر (قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) وبين الناقة يوم لها ، ويوم لهم (كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨)) كل شارب لحضور صاحبه ، فأخبرهم صالح فرضوا بذلك ، ومكثوا على