ذلك زمانا ، فغلب عليهم الشقاء (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) نادى مصدع وقدار بن سالف بعدما رماها مصدع بن دهر بسهم (فَتَعاطى) فتناول قدار بسهم آخر (فَعَقَرَ (٢٩)) فقتلوا الناقة وقسموا لحمها (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠)) فانظر يا محمد كيف كان عذابى عليهم ، وكيف كان حال منذرى لمن آنذرهم صالح ، فلم يؤمنوا (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً) أى صيحة جبريل بالعذاب بعد ثلاثة أيام من قتل الناقة (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١)) فصاروا كالشىء الذى داسته الغنم فى الحظيرة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ) هونا القرآن (لِلذِّكْرِ) للعظة والحفظ والقراءة (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢)) فهل من متعظ فيتعظ بما صنع بقوم صالح ، فيترك المعصية ، ويقال : من طالب علم فيعان عليه.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣)) لوطا وجملة الرسل (إِنَّا أَرْسَلْنا) أنزلنا (عَلَيْهِمْ حاصِباً) حجارة (إِلَّا آلَ لُوطٍ) إلا على لوط وابنتيه زاعورا وريثا (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤)) عند السحر (نِعْمَةً) رحمة (مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥)) من وحد وشكر نعمة الله بالنجاة (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) فخوفهم لوط (بَطْشَتَنا) عذابنا (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦)) فتجاحدوا بالرسل ، أى كذبوا لوطا ، بما قال لهم (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ) أرادوا أضيافه جبريل ومن معه من الملائكة بعملهم الخبيث (فَطَمَسْنا) ففقأنا (أَعْيُنَهُمْ) أعمى جبريل أعينهم (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧)) فقلت لهم ذوقوا عذابى ونذر منذرى (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ) أخذهم (بُكْرَةً) وهى طلوع الفجر (عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨)) دائم موصول بعذاب الآخرة (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩)) فقلت لهم ذوقوا عذابى ونذر منذرى من أنذرهم لوط ، فلم يؤمنوا (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ) هونا القرآن (لِلذِّكْرِ) للحفظ والقراءة والكتابة (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠)) متعظ يتعظ بما صنع بقوم لوط فيترك المعصية.
(وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))