بالنكرة (فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) بالمعرفة (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨)) بخلقه من الشقاوة والمعرفة والنكرة (هذانِ خَصْمانِ) أهل دينين من المسلمين واليهود والنصارى (اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فى دين ربهم ، فقال كل واحد منهم : أنا أولى بالله بدينه فحكم الله بينهم ، فقال : (فَالَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، يعنى اليهود والنصارى (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ) أى قمص وجباب من نار (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ) على رؤوسهم (الْحَمِيمُ (١٩)) أى الماء الحار (يُصْهَرُ بِهِ) أى يذاب بالحميم (ما فِي بُطُونِهِمْ) من الشحوم وغيرها (وَالْجُلُودُ (٢٠)) ويذاب به الجلود وغيرها.
(وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥) وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠))
(وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)) حار يضرب على رؤوسهم (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من النار (مِنْ غَمٍ) من غم العذاب (أُعِيدُوا فِيها) فى النار بضرب المقامع (وَذُوقُوا) فيقال لهم ذوقوا (عَذابَ الْحَرِيقِ (٢٢)) الشديد (١) (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت أشجارها ومساكنها
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٧ / ١٠١) ، وتفسير ابن كثير (٣ / ٢١٢) ، والدر المنثور (٤ / ٣٤٨).