(الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (يُحَلَّوْنَ فِيها) يلبسون فى الجنة (مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) أسورة من ذهب (وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها) فى الجنة (حَرِيرٌ (٢٣)) لا يوصف فضله (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) أى أرشدوا فى الدنيا إلى القول الطيب لا إله إلا الله (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ (٢٤)) ووفقوا للدين المحمود فى فعاله ، ويقال : الحميد لمن وحده فهذا قضاء الله فيما بين اليهود والنصارى والمؤمنين فى خصومتهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، أبو سفيان وأصحابه (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أى يصرفون الناس عن دين الله وطاعته (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يصرفون محمدا صلىاللهعليهوسلم وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام للعمرة (الَّذِي جَعَلْناهُ) حرما وقبلة (لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) المقيم والغريب فيه سواء شرع (وَمَنْ يُرِدْ) يسل (فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) على أحد (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥)) وجيع نضربه ضربا شديدا لكى لا يعود إلى ظلم أحد ، ويقال : نزلت فى شأن عبد الله بن أنس بن حنظل قتل أنصاريا بالمدينة متعمدا وارتد عن الإسلام والتجأ إلى مكة ، ونزل فيه ومن يلجأ إليه (بِإِلْحادٍ) بقتل (بِظُلْمٍ) بشرك (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٥)) وجيع لا يطعم ولا يسقى ولا يؤوى حتى يخرج من الحرام ، ثم يقام عليه الحد.
(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ) بينا لإبراهيم (مَكانَ الْبَيْتِ) الحرام بسحابة وقفت على حياله فبنى إبراهيم البيت على حيال السحابة وأوحينا إليه (أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) من الأصنام (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) مسجدى من الأوثان (لِلطَّائِفِينَ) حوله (وَالْقائِمِينَ) المقيمين فيه (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (٢٦)) لأهل الصلوات من جملة البلدان من كل وجه (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ) ناد ذريتك (بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ) حتى يجيئوا إليك (رِجالاً) مشاة على أرجلهم (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) ركبانا على كل إبل مضمرة وغيره (يَأْتِينَ) يجئن (مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧)) طريق وأرض بعيد (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) منافع الدنيا والآخرة ، منافع الآخرة بالدعاء والعبادة ، ومنافع الدنيا بالربح والتجارة (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) أى ليذكروا اسم الله (فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) أى معروفات أيام التشريق (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) على ذبيحة الأنعام (فَكُلُوا مِنْها) من الأضاحى (وَأَطْعِمُوا) أعطوا (الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨)) العزيز الزمن المحتاج (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ليتموا مناسك حجهم