النُّورِ) من الكفر إلى الإيمان ، ويقال : قد أخرجكم من الكفر إلى الإيمان (وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ) يا معشر المؤمنين (لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٩)) حين أخرجكم من الكفر إلى الإيمان (وَما لَكُمْ) يا معشر المؤمنين (أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ميراث أهل السموات وأهل الأرض يموت أهلها ويبقى هو ويرجع الأمر كله إليه (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ) يا معشر المؤمنين عند الله فى الفضل والطاعة والثواب (مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) فتح مكة (١)(وَقاتَلَ) العدو مع النبى صلىاللهعليهوسلم (أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (أَعْظَمُ دَرَجَةً) فضيلة ومنزلة عند الله بالطاعة والثواب وهو أبو بكر الصديق (مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ) من بعد فتح مكة (وَقاتَلُوا) العدو فى سبيل الله مع النبى صلىاللهعليهوسلم (وَكُلًّا) كلا الفريقين من أنفق وقاتل من قبل الفتح وبعد الفتح (وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) الجنة بالإيمان (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) بما تنفقون (خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ) فى الصدقة (قَرْضاً حَسَناً) محتسبا صادقا من قلبه (فَيُضاعِفَهُ لَهُ) يقبله ويضاعف له فى الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبع مائة إلى ألفى ألف إلى ما شاء من الأضعاف (وَلَهُ) عنده (أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١)) ثواب حسن فى الجنة نزلت هذه الآية فى أبى الدحداح (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (تَرَى) يا محمد (الْمُؤْمِنِينَ) المصدقين (وَالْمُؤْمِناتِ) المصدقات بالإيمان (يَسْعى نُورُهُمْ) يضئ نورهم (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) على الصراط (وَبِأَيْمانِهِمْ) وشمائلهم (بُشْراكُمُ الْيَوْمَ) تقول لهم الملائكة على الصراط لكم اليوم : (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى الجنة لا يموتون فيها ، ولا يخرجون منها (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)) النجاة الوافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار ، وما فيها.
(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٧ / ١٢٧) ، والقرطبى (١٧ / ٢٣٩) ، وقيل : الحديبية.